قدّم رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري زيارته الاسبوعية (كل اربعاء) لقصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان يوماً، اذ اجراها امس الثلثاء وطغى على المحادثات الاعتداء على الجيش في البقاع، الى جانب قضايا داخلية اخرى. ومن المقرر ان يترأس بري اليوم الجلسة النيابية التشريعية التي تستأنف اعمالها في ساحة النجمة بعد فقدان النصاب في الجلسة السابقة. وأوضح بري بعد لقاء سليمان ان «أجواء المأساة التي حصلت على أهلنا من الجيش في البقاع خيمت على جو اللقاء، في الوقت الذي كنت طلبت هذا الموعد، لتهنئة الرئيس بعيد الفصح المجيد، غير الاتصال الهاتفي، بلقاء مباشر وشخصي، وتحول نتيجة هذه المأساة الى تقبل تعاز. وكانت مناسبة لمناقشة مواضيع إقليمية وانعكاساتها على الوضع اللبناني، ومواضيع لبنانية داخلية، وأثرت مع الرئيس ضرورة أن يبحث مجلس الوزراء قانون النفط الذي قدم الى مجلس الوزراء منذ اكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر، لأنني أعتقد ان مثل هذا القانون يساعد كثيراً على المستوى الاقتصادي ويساعد على الإسراع ليس فقط في المسح الجيولوجي، وإنما ايضاً في التنقيب عن النفط، وهو بداية حقيقية للبدء بسداد الديون». وعن مصير الموازنة، لفت بري الى انه «أمر يجب ان يتم منذ اكثر من شهرين، وخصوصاً بعد لقائي مع الرئيس (الحكومة) فؤاد السنيورة برعاية الرئيس سليمان وتناول العشاء هنا، وتم الاتفاق نهائياً، ومحاولات الدوران واللف والزوغان أدت، حتى الآن، ولا تزال، الى عدم إقرار الموازنة ولا مفر أبداً من ان الموازنة ستمر عبر هذا الباب، لأنه لا يمكن دستورياً لأي حكومة ان تلغي اي مؤسسة (مجلس الجنوب) بإلغاء موازنتها أو بمحاولة النيل من صلاحياتها، إلا إذا ألغيت المؤسسة ككل. ونحن مع إلغاء جميع المجالس من دون استثناء، واقتراح القانون تقدمنا به وهو موجود في المجلس النيابي وسنتابع هذا الأمر بغض النظر عن موضوع الموازنة، ولكن الموازنة يجب ان تعرض على مجلس الوزراء وان تقر وقبل كل شيء، موازنة مجلس الجنوب». وعن التعيينات، قال: «في شأن بعضها لا يوجد أجوبة من بعض الجهات». واذا كانت التعيينات التي لها علاقة بالاستحقاق الانتخابي ستتم قبل موعد الانتخابات، شدد على ان «اول شيء يجب مباشرته هو موضوع المجلس الدستوري لأنه اساس العملية الانتخابية، وأعتقد ان الكثير من الأمور يتوقف عليها هذا الأمر، ونحن نتكلم الآن عن رقابة ولجان مراقبة من شتى أنحاء العالم. وفي النهاية، اذا كانت هناك إخلالات بهذا الأمر، ومن الآن اقول لكم ان دفع الأموال موجود في الخارج وفي الداخل وفوق السطح وتحت السطح، هذا كله إخلال بهذا الموضوع، وفي النهاية اذا اراد أحدهم تقديم شكوى فإلى من يقدمها إذا لم يكن هناك مجلس دستوري؟». وعما اذا اثار مع سليمان مسألة إمكان إجراء اتصالات مع القيادة المصرية لحل الإشكال القائم حالياً مع «حزب الله»، قال: «هذا الموضوع لا يناقش في الإعلام، وإنما يناقش بصورة هادئة ومتزنة، لأن الناس فعلاً، واستناداً الى ما نسمعه في الإعلام، الموضوع خرج عن الطور الحقيقي، أنا شخصياً أجريت اتصالاً منذ ايام في شأنه، وأنتظر الجواب لنتحرك في ضوئه».