أكد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، أهمية الأرشيف الإذاعي والتلفزيوني، مبيناً أنه «الذاكرة التي يُحفَظ من خلاله التاريخ بالصوت والصورة، فكلما كان هذا الحفظ دقيقاً ومقترناً بالمعلومات الصحيحة، كلما كان هذا التاريخ محفوظاً بطريقة أفضل».وقال خوجة، في حفلة تدشين مركز الأرشيف الوطني للإذاعة والتلفزيون في مبنى وزارة الثقافة والإعلام بالرياض، صباح أمس، بحضور سفير فرنسا لدى المملكة بارترون بوزنسو إن أرشفة المواد الإذاعية والتلفزيونية «تشكل هاجساً لأي مسؤول في هذا المجال ليس لأن هذه العملية تعد مكلفة فحسب، ولكن لأنها تستلزم قدراً كبيراً من الإعداد والتخطيط وحسن التنفيذ». وفي ما يتعلق بالإذاعة والتلفزيون السعوديين، أوضح أنهما لا يختلفان عن بقية الإذاعات والتلفزيونات في العالم، «في حاجتهما إلى أرشفة المواد القديمة لديهما»، مشيراً إلى أنه كانت هناك محاولات سابقة، «لتحويل بعض الأشرطة التلفزيونية بنظام واحد واثنين بوصة آلي نظام البيتاكام، إلا أن ذلك المشروع سرعان ما توقف عندما بدأ نظام البيتاكام بالانحسار وأيقن التلفزيون أن هذا التحويل يعتبر جزئياً في معالجة مشكلة الأرشيف التاريخي، كما أنه غير عملي ولا يعالج مشكلة أرشيف العمل اليومي على أية حال»، معبراً عن اعتزازه بهذه الخطوة، معتبراً إياها «من أهم الأعمال التي قامت بها وزارة الثقافة والإعلام». ولفت وزير الثقافة والإعلام إلى أن الوزارة درست نماذج من مشاريع الأرشفة المتكاملة على مستوى العالم، «إذ بدأت منذ عام 1426ه في الإعداد لمشروعها الطموح الحالي»، معبراً عن الفخر «بتدشين هذا المشروع الذي سيحافظ على إرث المملكة التاريخي من المواد الإذاعية والتلفزيونية، خلال ال50 عاماً الماضية» . وأفاد بأن المشروع «يعمل على معالجة 5 ألف شريط إذاعي و270 ألف شريط تلفزيوني، بدءاً بتنقيتها وتنظيفها ومن ثم تحويلها إلى وسط رقمي قياسي، وإضافة المعلومات المكتوبة المصاحبة للمادة الكترونياً عبر أنظمة إدارة المحتوى بحيث تصبح متاحة للاستخدام في تطبيقات عدة». وقال: «سيوفر المركز الوطني للأرشيف الإذاعي والتلفزيوني للأجيال القادمة في المملكة، أفضل الوسائل الموثوقة لإدارة المواد الإعلامية والمحافظة على الإرث التاريخي الإذاعي والتلفزيوني، كذلك فإن البنية التحتية للمشروع ستمكن من التشغيل البيئي له مع الأنظمة الرقمية الجديدة الحالية والمستقبلية في الإذاعة والتلفزيون السعودي، فهذا المشروع يتمتع بمزايا وفوائد عدة، أولاً سوف يقلل الكلفة والمخاطرة الناتجة من تهالك الأشرطة بمقاس 1 و2 بوصة، ويوفر وصولاً فورياً رقمياً لمحتوى المواد والمعلومات المصاحبة لها، وهو ما يزيل المخاطر الناتجة من تحلل وتهالك الأشرطة بمقاس 1 و 2 بوصة، ويغني عن الحاجة إلى حفظ واسترجاع وتوصيل الأشرطة، فالأرشفة الشفافة والمتكاملة مع أنظمة إدارة المحتوى تغني عن المستودعات والأماكن التي تلزم لتخزين الأشرطة». وتابع قائلاً: «سيطور المشروع المحتوى التراثي ليكون ملائماً لخدمات الثقافة والتعليم بكل جوانبها، إذ إنه لا ينتهي بالمحافظة على المحتوى ورقمنته فقط، فبسبب البنية التحتية الخالية من الأشرطة والتكامل الدقيق بين التخزين الرقمي للمحتوى وسير العمل وعدد من أنظمة التطبيق فإن موجودات الأرشيف تصبح متاحة للتصفح الشخصي، بالقدر الذي ستسمح به الوزارة باستخدام البرمجيات التقليدية على الإنترنت، إذ بعد الاختيار يمكن نشر المحتوى الثمين للعموم أو استخدامه في إنتاج الوثائقيات، إضافة إلى ذلك فإن إمكانات التوزيع التي يوفرها المشروع تسمح للتلفزيون والإذاعة بتسويق محتوى الأرشيف لقنوات أخرى عربية وأجنبية أو من خلال وسائط الاتصال الجديدة، مثل الهاتف المتنقل والنشر على الانترنت وغيرها». وأبرز الدكتور خوجة القيمة المضافة التي يوفرها هذا المشروع، من خلال تحويل وسائل الأرشيف التماثلية التقليدية إلى أخرى رقمية خالية من الأشرطة، وهو ما يحافظ على تاريخ المملكة الإذاعي والتلفزيوني، ويوقف مخاطر تهالك أشرطة الفيديو والصوت القديمة ويوفر إنتاجية أفضل». وشكر وزارة الثقافة كل من أسهم «في تحقيق هذا الحلم وخص بالشكر الشؤون الهندسية في الوزارة، التي تمكنت من تنفيذ هذه المتطلبات في مشروع متكامل، وقامت باختيار أفضل الاستشاريين والشركات المصنعة على مستوى العالم في هذا المجال، وسفير فرنسا لدى المملكة والحكومة الفرنسية على ما قاموا به من تعاون بتحقق وتنفيذ هذا المشروع الكبير». في ما قال سفير فرنسا: «اليوم يتسنى لنا مشاهدة العصر الذهبي للعلوم العربية، الذي ينظمه معهد العالم العربي بالشراكة مع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في حرم جامعة الملك سعود، علاوة على المهارة التقنية التي يتسم بها تركيب الأرشيف بالنسبة إلى وزارة الثقافة والإعلام»، ممتدحاً مشروع الأرشيف الوطني للإذاعة والتلفزيون، «وما يكتسبه من أهمية قصوى تكمن في تأمين ذاكرة الشعب السعودي وذاكرة الوطن بأسره، وهو إنجاز يتيح لكل شخص الوصول إلى ماضي الثقافة السعودية الثري، وإعادة التعرف على المراحل التاريخية الكبرى التي ميزت المملكة العربية السعودية خلال السنوات ال50 الأخيرة». واستعرض وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للشؤون الهندسية المهندس رياض نجم، جوانب المشروع بعرض مصور، يوضح طريقة عمل المشروع وأهدافه التي قام من أجلها وعرض المدة الزمنية التي قضاها المشروع حتى الآن، وكذلك عرض نماذج تم تحويلها من أشرطة قديمة إلى صيغ رقمية حديثة. وبيّن أن المشروع يضم ويصنف العديد من المواد الإعلامية الإذاعية والتلفزيونية المتنوعة من إخبارية ورياضية بلغات عدة، لافتاً إلى أن من أهم المميزات الفنية للمشروع «سهولة التدفق لعملية الأرشفة والبناء المفتوح، الذي لا يعتمد على شركة واحدة، كما أن المشروع يتيح معالجة مضمون المحتوى التاريخي ومعالجة البيئة المعلوماتية، التي كان عليها وتكامل قواعد البيانات بجودة عاليه والربط بين قواعد البيانات الموجود في الرياضوجدة بطريقة آلية متقدمة».