لندن، نيويورك - «الحياة»، أ ف ب - شهدت قيمة أسهم شركة «جنرال موتورز» لصناعة السيارات، انخفاضاً حاداً بعد تقارير عن طلب الحكومة الأميركية من الشركة الشروع في إجراءات إعلان إفلاسها مع بداية حزيران (يونيو) المقبل. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» أوردت ان وزارة المال تريد ان تشرف محكمة على إعادة هيكلة الشركة، بينما ترغب الشركة في أن تقوم بهذه العملية بنفسها. ونقل موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) ان قيمة أسهم الشركة انخفضت 16 في المئة وبلغت قيمة السهم 1.71 دولار. وكانت الحكومة الأميركية أعطت مهلة 60 يوماً للشركة في آخر آذار (مارس) الماضي لتعد خطة لإعادة الهيكلة كشرط للحصول على دعم حكومي. ومنح البيت الأبيض الشركة 13.4 بليون دولار للحؤول دون انهيارها، لكنه وضع شروطاً قاسية لحصولها على أي دعم إضافي. وحصلت شركة أخرى هي «كرايسلر» على مهلة مدتها 30 يوماً لإعادة هيكلتها في مقابل حصولها على دعم إضافي. وكان الرئيس باراك أوباما الذي أعطى تعليمات بإقالة المدير التنفيذي لشركة «جنرال موتورز» ريك واغونر، قال ان إشهار الإفلاس سيساعد على إعادة هيكلة الشركة. وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان الدائنين قد يكتشفون ان حقوقهم محدودة ويخشون ان يكون إعلان الإفلاس خطوة ما قبل الانهيار. وتعرضت شركات صناعة السيارات الى انخفاض الطلب على منتجاتها بفعل الأزمة الإقتصادية العالمية. ولكن جذور الأزمة التي تواجهها «جنرال موتورز» تعود الى ما قبل ذلك، إذ عانت كغيرها من شركات صناعة السيارات الأميركية من منافسة السيارات اليابانية، وسرحت أعداداً من عامليها وخفضت نفقاتها لمواجهة مشاكلها. إلى ذلك، أعلنت شركة تابعة للشركة الفرنسية المصنعة للإطارات «ميشلان» أنها ستقفل مصنعاً لها في ولاية ألاباما الأميركية يشغّل ألف شخص بسبب تراجع «غير مسبوق» في الطلب على الإطارات. وأفادت الشركة، واسمها «ميشلان أميركا الشمالية»، بأن إقفال المصنع في بلدة أوبيليكا جزء من خطة لإعادة الهيكلة على صعيد العمليات التصنيعية. وعزت في بيان تراجع الطلب إلى «الركود العالمي الذي يجعل الناس يقللون من قيادة سياراتهم ويجمدون مشاريعهم لشراء سيارات جديدة ويؤجلون استبدال الإطارات المتقادمة». وأكدت أنها ستسدد كامل الحقوق للعمال المفصولين من المصنع الذي ينتج إطارات للسيارات العادية تحمل إحدى العلامتين التجاريتين «بي إف غودريتش» أو «يونيرويال». وقبل ايام توقع المدير التنفيذي للشركة الإيطالية لتصنيع الإطارات «بيريللي» فرانسيسكو غوري، ان تتقلص السوق الأوروبية للإطارات بواقع 10 في المئة هذه السنة. وقال في مقابلة مع الصحيفة اليومية «إل جيورنالي» التي تصدر في مدينة ميلانو الإيطالية، ان التراجع خلال الفصلين الأول والثاني كان كبيراً، متوقعاً للفصلين الثالث والرابع ان يعززا المبيعات.