وصف المستشار السابق في الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي، تواصل الحكومات العربية مع شعوبها ب«المخيّب للآمال»، مطالباً بضرورة تفعيل التواصل المشترك بين الحكومات والشعوب، وتعزيز دور المؤسسات الإعلامية لتحقيق هذا الغرض. وقال خلال الجلسة التي أدارتها مدير مكتب صحيفة «الحياة» في نيويورك الزميلة راغدة درغام، ضمن فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي اختتم فعالياته أول من أمس في الشارقة: «تواجه عملية الاتصال بين الحكومات والجمهور على الصعيدين العالمي والعربي في ظل الأحداث المتتالية والتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم اليوم تحديات عدة، يكمن أبرزها في تنمية القدرات والوسائل التي تتيح للحكومات والمؤسسات الإعلامية التعاطي مع المستجدات، لذا فإن على الحكومات والمؤسسات الإعلامية العربية أن تتعاون مع منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاعتبارية المستقلة وتشكيل هيئات قادرة على رصد هذه التغيرات والعمل على تطويرها، كما أن التواصل بين الشعوب لخدمة القضايا الإنسانية الملحة يساعد الحكومات والجهات المعنية في صياغة حلول مناسبة لهذه القضايا». واعتبر الإبراهيمي أن عدم التوصّل إلى حل الأزمة في سورية بعد مرور أعوام على نشوبها يعود بشكل أساسي إلى الخلافات الدولية التي تعطّل الجهود المبذولة لجمع أطراف النزاع على طاولة الحوار، ودفعها نحو التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب السوري، مشيراً إلى أن تجربة الانتقال السياسي في جنوب أفريقيا والإشراف على الانتخابات التي أنهت نظام التمييز العنصري وجاءت بمنديلا رئيساً تعد من أكثر التجارب الثرية في تاريخه المهني. وأضاف: «أن قدرة الحكومات العربية على التواصل مع شعوبها مخيّبة للآمال وليست بمستوى الطموحات، وهناك العديد من البلدان العربية التي هي اليوم بأمسّ الحاجة لتكاتف الجهود بين حكوماتها وشعوبها، إلا أن معظم حكومات المنطقة العربية عاجزة عن التعامل الإيجابي مع الشعوب»، مشدّداً على ضرورة نبذ الخلافات بين الدول الفاعلة في المنطقة، بما يساعد في التوصّل إلى صيغ مناسبة للحوار والتفاهم وتعزيز قدرتها في حل القضايا المعلّقة.