قال مسؤول أميركي كبير، أمس (الإثنين)، إن المحادثات بين بلاده وإيران بشأن برنامجها النووي أحرزت "بعض التقدم"، وتمكنت من "تسهيل بعض القضايا الصعبة" التي تحتاج إلى حلّ، لكن الجانبين قالا إنه لا تزال هناك حاجة لفعل الكثير. وأضاف، في تصريحات بعد محادثات استمرت يومين بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في جنيف، أن مفاوضين من إيران والقوى الست الكبرى اتفقوا على استئناف المحادثات الإثنين المقبل في مكان سيتخذ قرار بشأنه. وقال ظريف لوكالة "فارس" الإيرانية للأنباء: "أجرينا محادثات جادة مع ممثلي مجموعة خمسة زائد واحد، وخاصة مع الأميركيين في الأيام الثلاثة الماضية... لكن الطريق ما زال طويلاً أمام التوصل إلى اتفاق نهائي". وبمجرد أن وصلت طائرة كيري إلى واشنطن في وقت لاحق، أمس (الإثنين)، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن كيري وظريف سيجتمعان الأسبوع المقبل، وإنه يجري العمل بشأن تفاصيل الاجتماع. وتسعى مجموعة خمسة زائد واحد التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا للتفاوض بشأن اتفاق مع إيران على تهدئة المخاوف من أنها تسعى لامتلاك تكنولوجيا أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران. وقال المسؤول الكبير بالإدارة الأميركية للصحافيين: "كانت محادثات جادة ومفيدة وبناءة. أحرزنا بعض التقدم، ولكن ما زال أمامنا طريق طويل. تمكّنا من توضيح بعض القضايا الصعبة، حتى يمكننا العمل على حلها". ويأمل المفاوضون في الالتزام بمهلة تنتهي في 31 آذار (مارس) للتوصل إلى اتفاق سياسي مبدئي، لكن المسؤول الأميركي قال إن هذا "لن يجعلنا نهرع نحو اتفاق لا يحقق الأهداف التي حددها لنا الرئيس". وأضاف أن هدف ضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي "يجب أن يتحقق، ولا يتعلق الأمر بالمهلة بل الغاية". وتأمل إيران في أن يؤدي الاتفاق إلى تخفيف عقوبات دولية مفروضة عليها. * القدرة على انتاج سلاح نووي يقول دبلوماسيون إن هدف القوى الست الرئيسية هو التوصل إلى اتفاق يستمر عشر سنوات على الأقل والذي ستحتاج إيران بموجبه إلى عام على الأقل لإنتاج ما يكفي من يورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة نووية واحدة، وهو ما يسمى بالقدرة على انتاج سلاح نووي. وقال المسؤول الأميركي الكبير، أمس (الإثنين): "قلنا دائماً إنه سيكون لدينا فترة تمتد لعام واحد (كي تنتج إيران يورانيوم يكفي لصنع قنبلة نووية) مقابل (اتفاق يمتد) أكثر من عشرة أعوام... والوضع لم يتغير". وشارك في المحادثات أيضاً وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز، ورئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، وهيلغا شميت المديرة السياسية لإدارة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي. ولم يكشف عن تفاصيل كثيرة خاصة بالمحادثات، لكن اقتراب انتهاء المهلة أحدث انقسامات بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، التي وصفت المحادثات بأنها "خطيرة" و"مثيرة للدهشة". واتهمتها الولاياتالمتحدة بأنها تشوّه موقف واشنطن. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، في بيان، أمس (الاثنين): "الاتفاق مع إيران كما هو وارد الآن يمثل خطراً كبيراً على سلام العالم الغربي وتهديداً لأمن إسرائيل". وأضاف يعلون أن الاتفاق سيسمح لإيران بالتحرر من العقوبات الاقتصادية الراهنة المفروضة عليها، مع مواصلة تخصيب اليورانيوم. ووصف إيران بأنها "أخطر نظام"، وبأنها عامل أساسي وراء عدم الاستقرار في الشرق الأوسط. ولدى إسرائيل الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، وهددت بمهاجمة إيران إذا لم تقتنع بخطط البرنامج النووي لطهران.