شهدت جلسات المؤتمر العالمي لرابطة العالم الإسلامي «الإسلام ومحاربة الإرهاب» المنعقد في مكةالمكرمة في يومه الثاني أمس، نقاشات حادة حول الأسباب الاجتماعية والاقتصادية المؤدية إلى التطرف والإرهاب في العالم الإسلامي، إذ أوضح بعض المشاركين في مداخلاتهم على هامش الجلسات، أن البطالة والفقر وغياب العدالة الاجتماعية لدى بعض الحكومات أدت إلى انتهاج التطرف، وانضمام الكثير من الشبان إلى الجماعات الإرهابية. وقال مسؤول التعاون الدولي والعلاقات الخارجية في الاتحاد العربي للشباب والبيئة ناصر المصري، إن ضعف الحكومات الإسلامية والعربية في توفير الوظائف للشباب العربي والإسلامي جعلهم عرضة إلى الاستثمار والانجذاب إلى «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى، إضافة إلى الاستغلال الغربي في تأجيج الصراعات بين الشباب الإسلامي. وأكد أن وجود 27 مليون وظيفة في الخليج العربي للعمالة الوافدة الأجنبية جعل العدالة الاجتماعية غائبة عن توظيف أبناء البلد، ما أدى إلى التطرف بشكل أو بآخر، مضيفاً: «أن التخلي العربي عن المشهد السوري وضعف الدعم للشعب الذي يعاني الحرب وآلة القتل والتدمير طوال الأربعة أعوام، نتحمل مسؤولية كبيرة نتيجة هذا التخلي، على رغم الوقوف والدعم التركي إلى جانب الشعب السوري، الذي فاق الجهد العربي»، معتبراً أن الدعم الإيراني على أرض المعركة غيّر من موازين القوى ضد الشعب السوري في ظل صمت عربي على ما يحدث، ولا بد من إمدادهم بالسلاح. ولفت إلى أن التدخلات الإيرانية في الشأن العربي لم تواجهها الحكومات بالشكل المطلوب، إذ من المفترض الوقوف مع الشعب السوري في إمدادهم بالسلاح لقتال الإيرانيين في سورية، مضيفاً: «المشروع الإيراني يتقدم ونحن نتأخر، ويقتل ونحن نقف صامتين، ولا بد من الوقوف ضد هذا التمدد الإيراني في أراضي العالم العربي والإسلامي». من جهته، أكد رئيس اتحاد الأئمة في أميركا الشمالية الدكتور عمر شاهين، أن الإعلام الغربي أسهم من خلال ماكينته الإعلامية في زرع بذور الكراهية في نفوس الغرب لدى بعض شخصيات المجتمع الإسلامي، ملقياً اللوم على المجتمع الدولي في صمته على الجرائم ضد الإنسانية في سورية، والأقليات المسلمة في أفريقيا التي تعاني التهجير والتنكيل، إضافة إلى تنامي الكراهية والإرهاب في العالم ضد المسلمين. وذكر أن الاختلاف وعدم الاتفاق على مصطلح موحد للإرهاب زادا من الضبابية في التعامل مع قضايا الإرهاب، واختلاف الرؤية بين المسلمين والغرب في تعريف الإرهاب، بيد أن المتفق عليه هو أن الإرهاب لا دين له ويختلف من زمن لآخر. وأضاف: «كلما كان دخل الفرد قليلاً قاده ذلك إلى الإحباط وعدم القناعة والنقمة على المجتمع، ويقلل من الانتماء للوطن، وهو ما جعل بعض الجماعات الإرهابية تستغل ذلك في تخريب البلاد، وتؤكد أن الفقر مصنع الإرهاب». ورأى رئيس النيابة بمكتب النائب العام المصري المحامي هشام عبدالسلام أن احترام حقوق الإنسان والتشريعات الدولية كفيل بوأد الإرهاب، على رغم وجود التشريعات والبرامج والقوانين التي تجرم وتدين الإرهاب، إلا أنه يتنامى في العالم الإسلامي والعربي.