السياسة والفن والغناء والتاريخ والحرب وكل الفعاليات تم تسخيرها للحديث عن المباراة الفاصلة بين المنتخبين الجزائري والمصري لكرة القدم اليوم في القاهرة، والمؤهلة إلى نهائيات كأس العالم السنة المقبلة في جنوب أفريقيا. الشرارة بدأت سريعاً قبل أن تشتعل وسط ملاسنات وشتائم من كلا الطرفين وتعاطي إعلامي لم يقتصر على القنوات الفضائية والصحف، بل تجاوزها إلى الإنترنت. إذ قام مشجعون للمنتخبين إلى انتاج «إصدارات» خاصة كان أبرزها صورة زيان في زي «المحارب» والمأخوذة من فيلم «غلاديتور» وفي المقابل صورة عمرو زكي المستوحاة من فيلم «ترمينيتور»، فضلاً عن أغنيتي «الراب» التي انتجها مصريون وجزائريون وتضمنت تعليقاً على وضع «المباراة». وقبل بدء المباراة ب 48 ساعة بلغت المباراة حداً اُضطر فيه وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الى مطالبة نظيره المصري أحمد أبو الغيط بضمان سلامة البعثة الجزائرية إثر تعرض حافلة المنتخب الجزائري، خلال انتقاله من المطار الى الفندق مساء اول من امس، للرشق بالحجارة والتكسير في حادثة وصفتها أطراف مصرية بأنها «مفتعلة». بيع تذاكر حضور المباراة لم يخل أيضاً من الدخول في نفق «الأزمة»، إذ فشل الآلاف من الجماهير في الحصول على تذاكر، رغم من مبيت الكثير منهم أمام اكشاك البيع. ما ادى الى اتهامات للمسؤولين في الاتحاد المصري بعدم بيع الكمية المحددة عبر الاكشاك الرسمية وتسريبها إلى السوق السوداء، والتي بلغ سعر التذكرة فيها أكثر من 300 جنيه مصري. رئيس الاتحاد الجزائري محمد رواوة اتهم إعلام البلدين بتحويل المباراة إلى «حرب» بسبب حال الشحن التي وصفها ب «غير المبررة»، في حين لم يتوان رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر في تحميل الإعلام الجزائري مسؤولية التصعيد بالإساءة الى المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة واللاعبين بنشر صور غير لائقة، معاتباً بعض الفضائيات الرياضية المصرية التي انزلقت في التيار نفسه. وفي الوقت ذاته، أسمت صحيفة «الغارديان» اللقاء ب «مباراة الكراهية» في حين شبهتها مجلة فرانس فوتبول ب «المعركة الحربية» في تسميات لم تخرج عن «المتوقع». وتتسم لقاءات مصر والجزائر على مدار التاريخ بحساسية، إذ سبق لمصر إقصاء الجزائر من مناسبتين مهمتين في القاهرة، الأولى من التصفيات المؤهلة لأولمبياد لوس انجليس 1984، وفازت مصر بهدف لعلاء نبيل، وفي تصفيات كأس العالم 1990 بهدف لحسام حسن. وشهدت المباراة الأخيرة أحداثاً ساخنة أبرزها تسبب لاعب الجزائر الأخضر بللومي بعاهة مستديمة في عين طبيب مصري. وفي نيسان (إبريل الماضي) فقط أسقط الإنتربول مذكرة للقبض على بللومي صاحب أحد هدفين في المباراة التي فاز فيها المنتخب الجزائري على نظيره الألماني بهدفين في مقابل هدف وحيد خلال بطولة كأس العالم العام 1982، وأصبح بإمكان بللومي الآن السفر والتنقل إلى خارج الجزائر. وعلى الصعيد الفني، تعتبر المباراة صعبة على كلا الطرفين مع أفضلية قائمة ل «محاربي الصحراء». ف «الفراعنة» مطالبون بإحراز هدفين مع ضمان إبقاء شباكهم نظيفة من دون أن تهتز من أجل الوصول إلى المباراة الفاصلة التي ستقام في السودان في الثامن عشر من الشهر الجاري، فيما لو وصلت المباراة إلى هذه النتيجة، في حين أن المنتخب الجزائري يكفيه الفوز أو التعادل أو حتى الخسارة بفارق هدف واحد فقط.