نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس عن أوساط سياسية إسرائيلية قولها إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، الذي كان يشترط أن تكون المفاوضات مع سورية مباشرة، غيّر لهجته في الفترة الأخيرة ولم يعد ينفي احتمال إجراء مفاوضات غير مباشرة بوساطة طرف ثالث. وأضافت أن نتانياهو يدرس اقتراح الرئيس نيكولاي ساركوزي بأن تقوم فرنسا بلعب دور الوسيط. وأشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو لا يريد وساطة تركيا بداعي أن الأخيرة لا يمكنها أن تكون وسيطاً نزيهاً في أعقاب تأزم العلاقات بين تل أبيب وأنقرة وتصريحات رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان التي دان فيها إسرائيل على ممارساتها خلال حربها على قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غابي أشكينازي تأكيده في الأسابيع الأخيرة أنه يؤيد استئناف المفاوضات بين إسرائيل وسورية «بهدف إخراج سورية من المحور الراديكالي». وأفادت أن أشكينازي قال في اجتماعات مغلقة إنه «يجب ألا نيأس من (الرئيس بشار) الأسد». وأشارت إلى حقيقة أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تدفع منذ سنوات في اتجاه استئناف المفاوضات مع سورية، وأن أقوال أشكينازي تؤكد هذا التوجه. ونقلت عن مصدر شارك في أحد الاجتماعات برئاسة أشكينازي أن رئيس هيئة الأركان أكد أن «لإسرائيل مصلحة استراتيجية بفصل سورية عن المحور المتطرف الذي تقوده إيران»، وأن «سورية ليس ميؤساً منها... والأسد ترعرع في الغرب وهو ليس متديناً ويمكنه الانضمام إلى المنظومة المعتدلة». ويلقى هذا الموقف تأييد وزير الدفاع إيهود باراك الذي أعلن قبل يومين انه يجب عدم الاستخفاف بإشارات السلام الواردة من سورية». في غضون ذلك، هدد أشكينازي بأن الجيش الإسرائيلي مستعد لتجديد القتال إذا اضطر إلى ذلك». وقال إن عملية «الرصاص المسبوك» حققت الأهداف المرجوة «والآن بعد ثماني سنوات من قذائف القسام تشهد المنطقة هدوءاً». وتابع أن حركة «حماس» تحاول لجم المنظمات المسلحة في قطاع غزة، وأن إسرائيل تتعقب التهديدات المتربصة بها من كل اتجاه «وسيكون الجيش الإسرائيلي مستعداً وجاهزاً لإعطاء الرد المناسب». وكرر أشكينازي في محاضرة أمام طلاب في إحدى مدارس بئر السبع جنوب إسرائيل لازمة أن الجيش الإسرائيلي هو الأكثر خلوقاً في العالم «لكننا ارتكبنا أخطاء وسنصححها». وتطرق إلى إيران، فقال إن «الجهد يجب أن يكون ديبلوماسياً لمنع تسلحها».