بعد خمسة أعوام على بدء المفاوضات، ذللت اندونيسيا وسنغافورة النزاع الحدودي بينهما. ونجاح «آسيان» (منظمة دول جنوب شرقي آسيا) هو رهن تذليل بقية النزاعات في المنطقة. فالتوترات بين العسكر التايلانديين ونظرائهم الكمبوديين أدت الى مواجهات مسلحة على الحدود بين البلدين. وكادت اندونيسيا وماليزيا أن تنزلقا الى حرب جراء خلاف على ممتلكات بحرية متنازعة في جزر آمبلات وكاليمانتان الشرقية. ولا شك في ان الاتفاق المبرم بين اندونيسيا وسنغافورة هو خطوة على طريق حل الخلافات الحدودية بين دول «آسيان». وتريد «آسيان» الارتقاء الى منظمة متراصة الصفوف قبل 2015. ولكنها لم تحتسب النزاعات الحدودية والعلاقات الثنائية بين هذه الدول. والنزاعات الحدودية ليست ثنائية فحسب. فعلى سبيل المثال، تتنازع الصين وفيتنام وبروناي وماليزيا والفيليبين وتايوان على جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي. وأهملت خطة الامن السياسي الجماعي «الآسيانية» سبل معالجة النزاعات الحدودية. ولا شك في أن سيادة الدولة على أراضيها مسألة مهمة. ومن العسير أن يتنازل بلد عن قطعة من أرضه طوعاً وعن طيب خاطر. ولكن نجاح مجموعة «آسيان»، شأن غيرها من المنظمات الإقليمية، يفترض قبول الدول الاعضاء المساومة والمشاركة. واقتضى الاندونيسيين والفيتناميين ثلاثةُ عقود لإنهاء الخلاف الحدودي بينهما، وسنغافورة واندونيسيا خمسة أعوام من المفاوضات. ونظرت محكمة العدل الدولية في النزاع الحدودي بين ماليزيا واندونيسيا، وتداولت المسألة ثمانية أعوام قبل البت فيها. ودول «آسيان» مدعوة الى الاحتذاء على نموذج المفاوضات السنغافورية والاندونيسية. عن «كومباس» الاندونيسية، 24/3/2009، اعداد م. ن.