غاب «الثلج» عن شمال المملكة ثلاثة عقود، وعاد في زيارات خاطفة خلال عامين، ليجد ساكن المناطق الشمالية يضرب بعرض الحائط جميع الإنذارات التي ترافق العواصف الثلجية عادةً، ليخرج الناس لتوثيق تهادي حبّات البياض بآلاف الصور في منطقة علقان وجبل اللوز والشرف وأماكن أخرى تابعة لتبوك، وامتدت حتى منطقة الجوف في الطرف الثاني من الحدود السعودية. سكان الشمال يتبعون قاعدة «لذة الحب في الشيء القليل»، إذ لم يبالوا بانخفاض درجات الحرارة، أو سقوط الأمطار وتجمعات الثلج التي أغلقت بعض الطرق في المنطقتين، وبدأوا بتشكيل فرق تطوعية وأخرى لمتابعة وهج العواصف وتزويد وسائل الإعلام بما وثّقوه صوتاً وصورة. واستنفرت الأجهزة الحكومية ممثلة بالدفاع المدني والهلال الأحمر وبلديات منطقتي الجوفوتبوك كامل طاقتها، خلال تساقط الثلوج يومي الجمعة والسبت، وحتى إعداد هذا التقرير لم تُصدر أية جهة رسمية خسائر في الأرواح والأموال. واكتفت الجهات الحكومية بإصدار رسائل مطمئنة، حول سيطرتها التامة على تجمعات الأمطار والثلوج، وتنظيم السير، وشق الطرق المسدودة. ومن البيانات الصحافية تأكيد بلدية القريات القدرة - بما تملكه من معدات - على سحب تجمعات أمطار في المحافظة، معلنة تفريغ 15 موقعاً من مياه الأمطار، إضافة إلى أنها تعمل على مدار الساعة لتلقي بلاغات المواطنين. أما الدفاع المدني في منطقة الجوف فاكتفى بالرصد والمتابعة، وإصدار تنبيهات عن الأرصاد الجوية التي تحمل كتلة باردة وأتربة، وضباباً وصقيعاً، مع التأكيد على عدم تسجيل أية وفاة أو حادثة بسبب الثلوج. فيما تحركت ثلاث فرق إسعافية في منطقة تبوك أول من أمس (السبت)، لمباشرة حادثة نتج منها ست إصابات لم تكن بليغة.