يتواصل تساقط الثلوج بكثافة لليوم الثالث على مدن منطقة الحدود الشمالية مما اضطر بعض أئمة الجوامع والمساجد إلى جمع الصلوات للتخفيف على الناس، حيث قام بعض خطباء المساجد بجمع صلاة العشاء مع المغرب، نظرا لبرودة الجو واستنادا لفتوى شرعية سابقة تجيز جمع الصلاة في حالة البرد. وأدت الموجة الثلجية إلى بقاء الأهالي في منازلهم بحثاً عن الدفء عبر الوسائل التقليدية والتقنية، وبدت شوارع القريّات وطريف وحزم الجلاميد خالية من الناس، كما خفت حركة الأسواق وحرمت هذه الموجة الباردة عددا كبيرا من المواطنين من التنزه في البر بالمخيمات في إجازة عطلة الأسبوع خوفا من أمراض البرد، وتجمدت الحركة المرورية. وازدحمت محطات الوقود بالمواطنين لتعبئة الكيروسين، وسط تخوف من نفاده من المحطات، مع ارتفاع الطلب عليه كونه وسيلة التدفئة الأكثر انتشارا في الشمال، الأمر الذي جعل شركة أرامكو تقوم بزيادة مخصصات محطات الوقود والشاحنات من الكيروسين عن معدلها المعتاد نظرا لارتفاع الطلب عليه، بعد توقفها عن ضح الكيروسين عن بعض محطات التوزيع نظرا لسوء الأحوال الجوية في مناطق ومنها طريف. وأوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في منطقة الحدود الشمالية الرائد عبدالرحمن الأحمري أن الدفاع المدني مستنفر بآلياته وكوادره البشرية للتعامل مع البلاغات التي ترد المراكز والوحدات الميدانية لمباشرة أية حوادث وشدد على ضرورة استخدام وسائل التدفئة الآمنة وعمل الصيانة اللازمة لها، مشدداً على ضرورة إشعال الفحم أو الحطب في الخارج، بعيداً عن المواد سريعة الاشتعال، وعدم ترك الأبواب والنوافذ مغلقة، والابتعاد عن الأماكن الخطرة وأماكن المنزلقات، وعدم النزول إلى الأودية والشعاب أثناء تساقط الثلوج، لاحتمال ذوبان الجليد، ما ينتج منه جريان الأودية. من جهة أخرى، وجّه أمير منطقة تبوك رئيس اللجنة المحلية للدفاع المدني الأمير فهد بن سلطان بتنفيذ خطة طوارئ تزامناً مع سقوط الأمطار والثلوج، وتوقع موجة من الصقيع تعم مناطق عدة في تبوك، ما استدعى تحريك المديرية العامة للشؤون الصحية ل6 فرق إسعافية ضمن خطة الطوارئ، التي تم اعتمادها تنفيذاً لتوجيه أمير المنطقة. وأوضح المتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر بمنطقة تبوك حسام الصالح أمس، أن فرق الهلال الأحمر في تبوك باشرت بلاغاً عند مفرق «جبل اللوز» على طريق (تبوك – حقل)، مضيفاً أنه لدى وصول الفرق الإسعافية للموقع تبيّن وجود ثلاث حالات حرجة، إذ جرى تقديم الخدمة الإسعافية للمصابين مع نقلهم لمستشفى حقل العام. من جهته، أوضح المواطن نايف الشمري من سكان إحدى القرى شمال حائل بأن درجة الحرارة منخفضة بشكل حاد، مما استدعى الأخذ بفتوى شرعية لجمع صلاة العشاء مع المغرب، منوها بأن الكثير من المساجد قامت بذلك. من جانبها، شددت إدارة التعليم في منطقة الحدود الشمالية على عدم إجراء أي تعديل على مواعيد الاختبارات اليومية وساقت أسبابا عدة، منها أن تأجيل الاختبارات لمدة ساعة لن يكون له تأثير كبير في تغيير درجة الحرارة، وأنه من خلال الجولات الميدانية للاختبارات تمت ملاحظة أن جزءا كبيرا من الطلاب والطالبات يأتي إلى قاعة الاختبارات وهو مرهق وتأخير الاختبار سيؤثر سلبا على أدائهم. تجدر الإشارة إلى أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة توقعت وجود كتلة هوائية شديدة البرودة على شمال وشمال غرب المملكة تمتد حتى مناطق القصيم والرياض والشرقية ونجران مع رؤية غير جيدة بسبب العوالق الترابية والأتربة المثارة، في حين تكون السماء غائمة جزئيا إلى غائمة مع فرصة لتساقط الثلوج على منطقة تبوك، ومنها جبال اللوز وعلقان وعلى منطقتي الجوفوالحدود الشمالية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: عدد من مساجد الشمال تجمع الصلوات بسبب الثلوج