بكين - أ ف ب، وكالة شينخوا - ذكرت صحيفة «تشاينا دايلي» أمس أن الصين تعتزم خفض انبعاثاتها من غازات الدفيئة استناداً إلى وحدة الناتج المحلي المعروفة ب «القدرة الكربونية»، بين 4 و5 في المئة سنوياً مقارنة بمستواها عام 2005. واستندت الصحيفة الصادرة بالإنكليزية في معلوماتها، إلى اقتراحات خبراء المجلس الصيني للتعاون الدولي حول البيئة والتنمية، وهو مركز بحوث حكومي. وسترفع هذه الاقتراحات إلى رئيس الوزراء وين جياباو اليوم، تمهيداً للقمة العالمية للمناخ في كوبنهاغن الشهر المقبل. وبحسب خبراء، فإن الصين مضطرة للالتزام بنسبة 4 إلى 5 في المئة من الخفض السنوي، لتتمكن من بلوغ أهدافها المحددة للعام 2050 والمتمثلة بخفض قدرتها الكربونية «من 85 إلى90 في المئة منتصف القرن». وأكدت الصحيفة أنها المرة الأولى التي تعد فيها الصين، القوة الاقتصادية الثالثة في العالم، اقتراحات ملموسة في مجال مكافحة الاحتباس الحراري منذ الخطاب الذي ألقاه الرئيس هو جنتاو أمام الأممالمتحدة في نيويورك في أيلول (سبتمبر) الماضي. وتعهّد الرئيس الصيني في خطابه خفض تزايد انبعاثات الكربون في بلاده لتطابق ما يجب ان تكون من الناتج المحلي بحلول 2020، من دون أن يحدد مستوى الخفض. وتعتبر الصين أحد اكبر الملوثين في العالم بعد الولاياتالمتحدة، وترفض أي إجراء ملزم في مجال خفض انبعاثات غازات الدفيئة، وتحيل الدول الصناعية إلى مسؤولياتها التاريخية وتطالبها بتقديم مساعدة مالية إلى الدول النامية في هذا المجال. وسيكون ملف مكافحة الاحتباس الحراري ابرز الملفات التي سيدرسها الرئيس الأميركي باراك اوباما خلال زيارته المقررة الأسبوع المقبل إلى الصين. من جهة اخرى، تحولت سيقان الرز والقمح والذرة والسلجم وغيرها، التي كانت تترك أو تحرق في الحقول الزراعية، إلى طاقة خضراء وكنز من الثروات، باعتبارها موارد للطاقة المتجددة، التي تحل محل الفحم والغاز الطبيعي والنفط، وغيرها من موارد الطاقة. واعتبر الأستاذ في الجامعة الزراعية الصينية شي يوان تشون، سيقان المحاصيل من الثروات، وبالإمكان تطويرها إلى صناعة تتمتع بميزات فريدة تجمع بين انخفاض التلوث والتجديد، مشيراً إلى ان إنتاجها في الصين وصل إلى 700 مليون طن سنوياً، ما يعادل 350 مليون طن من الفحم. وعقدت لجنة الدولة للتنمية والإصلاح بالتعاون مع وزارة الزراعة في 9 و10 من الشهر الجاري، اجتماعاً في شأن استغلال سيقان المحاصيل في شكل كامل، في مدينة خفي عاصمة مقاطعة آنهوي شرقي الصين، حضره اكثر من 300 مسؤول صيني بحثوا وضع سياسات تتعلق بتنمية هذه الثروات، وجالوا على بعض المؤسسات التي تعتمدها بديلاً من وقود الكيماويات والأخشاب وغيرها. يذكر ان سيقان المزروعات لا تزال تشكل الوقود الأساس والسماد الطبيعي للمزارعين الصينيين، غير انهم يتركونها في الحقول الزراعية في بعض المناطق بسبب استخدام الغاز الطبيعي والفحم والنفط، تماشياً مع التطور السريع للاقتصاد الزراعي في الأرياف الصينية. وأضاف شي ان استخدام 100 مليون طن من سيقان المحاصيل في انتاج الكهرباء، يعادل مجمل الطاقة الكهربائية للمضائق الثلاثة واحتراق 43.5 مليون طن من الفحم، وانخفاض 90 مليون طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. واستخدمت الصين خلال السنوات الأخيرة 220 مليون طن منها، باعتبارها أعلافاً للمواشي، إضافة إلى استخدامها لإنتاج غاز الميثان والورق والأسمدة. وابتكرت آلية تنسيق شامل لتسريع تحويلها إلى مادة استهلاكية، وتوفير الثروات وحماية البيئة وزيادة دخل المزارعين، بهدف تجاوز نسبة استغلالها 80 في المئة عام 2015.