تبادلت الشرطة المصرية امس اطلاق النار مع سكان من بدو سيناء أثناء حملة دهم واسعة بحثاً عن ما لا يقل عن عشرة لبنانيين وثلاثة فلسطينيين من «خلية حزب الله» ما زالوا فارين في سيناء ويُخشى أن يقوموا بعمليات ضد سياح إسرائيليين يفدون في مثل هذا الوقت من السنة لمناسبة الأعياد اليهودية، في وقت أعلنت حركة «حماس» و «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» مواقف مؤيدة ل «حزب الله» ودعت مصر إلى إطلاق الموقوفين من خليته. وكانت نيابة أمن الدولة المصرية العليا واصلت تحقيقاتها لليوم الثاني مع اللبناني مصطفى محمد يوسف منصور (أبو يوسف) المعروف باسم «سامي شهاب» والمتهم بقيادة تنظيم تابع ل «حزب الله» خطط للقيام بأعمال عدائية تستهدف المصالح المصرية، وسط مطالب ملحة من جهات مصرية بتقديم الأمين العام ل «حزب الله» اللبناني السيد حسن نصرالله الى المحاكمة أمام القضاء الدولي. (راجع ص 5) وقالت مصادر أمنية مصرية ان تبادلاً لإطلاق النار وقع أمس بين الشرطة وبدو في منطقة وادي العمر بوسط سيناء. وأوضحت ان بعض البدو اعترض على التفتيش المفاجئ للمنازل، ما تسبب في وقوع الاشتباك الذي لم يعرف عما اذا أسفر عن ضحايا. وكانت مصادر أمنية قالت ان الشرطة حاصرت عشرة لبنانيين أعضاء في المجموعة في منطقة نخل بوسط سيناء الاحد في محاولة لاعتقالهم، مرجحة ان تكون السلطات المصرية اعتقلت 25 عضوا فقط من المجموعة. وذكر مصدر ان اللبنانيين العشرة فروا من منطقة الحدود مع قطاع غزة بمساعدة بدو على ما يبدو، بعد إعلان إلقاء القبض على شهاب وأعضاء آخرين. وقال المحامي منتصر الزيات الذي حضر استجواب موكله، إن النيابة العامة واجهت اللبناني بالمتهم الثاني في القضية الفلسطيني ناصر أبو عمرة وآخرَين مصريَين هما إيهاب السيد وعبداللطيف المناخيلي (الأخير من محافظة بورسعيد شمال شرقي القاهرة). ونفى الزيات ل «الحياة» بشدة معلومات وردت في صحيفة إسرائيلية ربطت «خلية حزب الله» بمحاولة مزعومة تستهدف اغتيال الرئيس حسني مبارك «بتكليف من إيران». وأشار الزيات إلى أن شهاب أقر في التحقيقات بمعرفته بالفلسطيني أبو عمرة والمصريين الآخرين، وقال إنه نشأت بينهم منذ فترة علاقات تجارية ثم بدأ بمفاتحتهم في مسألة دعم الفلسطينيين في غزة وتهريب متفجرات إلى القطاع عبر أنفاق التهريب. وأشار شهاب، في التحقيقات، إلى أنه عهد إلى المناخيلي مراقبة أفواج السيّاح الإسرائيليين القادمين إلى منتجعات سيناء واتفق معه على شراء بازار لبيع المشغولات والمنتجات السياحية في طابا (جنوبسيناء) لمراقبة تحركات الافواج الإسرائيلية. وأقر بأنه كان يبعث برسائل مشفرة عبر الهاتف الجوال إلى أبو عمرة والمصريين الآخرين خلال وجوده في لبنان. وتمكنت الاجهزة المصرية من رصد هذه الرسائل. وخضع شهاب لتحقيقات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس في مقر نيابة أمن الدولة العليا في مصر الجديدة (شرق القاهرة). واشار الزيات ل «الحياة» إلى أن المتهمين الثلاثة الآخرين لدى مواجهتهم بشهاب «نفوا الاتهامات الموجهة إليهم وأصروا على عدم وجود أي علاقة لهم بما ادعاه، لكن شهاب أصر على اعترافاته». وأوضحت مصادر أمنية ل «الحياة» أن شهاب كان يقوم بشراء مستلزمات صناعة العبوات الناسفة من منطقة العتبة (وسط القاهرة) ثم يسلمها الى المناخيلي في منطقة الإسماعيلية ومنها يتم إدخالها إلى سيناء عبر «كوبري السلام» الذي يصل بين شطري القناة، او تهريبها في سيارات تعبر بواسطة معديات المجرى الملاحي للقناة لتسلم إلى أبو عمرة في مدينة العريش (شمال سيناء) والذي يقوم بتوصيلها بدوره إلى الفلسطينيين في غزة عبر الانفاق الحدودية. في غضون ذلك، واصل سياسيون وكتاب مصريون مهاجمتهم للأمين العام ل «حزب الله» مطالبين بتقديمه إلى المحاكمة امام القضاء الدولي بالاستناد إلى اعترافه بإرسال شهاب إلى مصر لدعم الفلسطينيين في غزة «لوجيستياً». واعتبروا ان اعتراف نصرالله يُعد «دليلاً دامغاً على اعتدائه على سيادة الدولة المصرية وهو ما يتنافى مع ما يقره القانون الدولي». وطعن شخص يحمل الجنسية الليبية، أمس، سائحاً إسرائيلياً بسلاح أبيض في منطقة نويبع السياحية (جنوبسيناء) ما أدى إلى إصابته بجروح.