حرصت منال الثبيتي على زيارة معرض «ديكوفير» أكثر من مرة خلال اليومين الماضيين، لشغفها وحبها لمجال الديكورات المنزلية. وقالت: «في المعرض أفكار وابتكارات كثيرة، ولم أستطع في زيارتي الأولى له التجول بجميع أركانه، وهذا دفعني لتكرار الزيارة مرات أخرى»، مشيرة إلى أن تعدد الأركان ومحتوى المعرض لفتا انتباهها، خصوصاً أنها تهوى مجال الديكور وتحرص على تغيير ديكورات منزلها بشكل مستمر. وقالت: «جمعت أفكاراً عدة، كما حصلت على معلومات كثيرة عن اكسسوارات منزلية وأثاث لم أكن أعلم أنها موجودة لدينا في جدة». منال الثبيتي واحدة من سيدات جدة اللائي حرصن على الوجود في معرض المفروشات والأثاث الأول «ديكوفير» الذي استمر ثلاثة أيام واختتم أعماله في جدة أمس. وحرصت خلود السعد على التجول في المعرض مرة واحدة، متنقلة بين أركانه المتنوعة، وقالت: «استمرت زيارتي للمعرض أكثر من ثلاث ساعات وتجولت في جميع أركانه، لحرصي على معرفة كل ما هو جديد في عالم الديكور». أما فاتن المحمد التي تستعد لزفافها آخر هذا الشهر فقررت زيارة المعرض لمعرفة الجديد في عالم المفروشات والديكور، لتجهيز منزلها بما هو جديد، وقالت: «كان المعرض فرصة لمعرفة ما هو جديد في عالم الأثاث والديكور، لاسيما أني استعد لتجهيز منزل الزوجية هذه الأيام». وأكد رئيس الغرف التجارية الصناعية السعودية محمد الفضل أن المعرض فرصة سانحة للتعرف على هذه الصناعة عن قرب، وخطوة نحو الأمام لتعزيز صناعة المفروشات وترويجها محلياً وخارجياً في إطار دعم الصناعات الوطنية السعودية، وإقامة المعارض الدولية التي تنعكس بشكل مباشر أو غير مباشر على النمو الاقتصادي السعودي والوصول به إلى نتائج أكثر إيجابية. وطالب بالعمل على إيجاد صناعة وطنية للأثاث تستقطب الشباب من الجنسين وتوفر لهم فرصاً وظيفية عدة، مؤكداً أن السوق السعودية تحتاج إلى أكثر من 50 ألف متخصص ومتخصصة في مجال المفروشات والديكور والأثاث، وأن نسبة العاملين في هذا القطاع لا تتجاوز الواحد في المئة، خصوصاً أن حجم سوق المفروشات يصل إلى 4 بلايين ريال. ولفت إلى أن ارتفاع الطلب في المملكة على المنتج المحلي من المفروشات والأثاث رفع حدة التنافس بين المنتجين، خصوصاً بعد استقطاب المصانع المحلية تقنيات متطورة وعالية الأداء، وتوافر الكفاءة التشغيلية سهّل نقل التقنيات المتطورة والعالية الأداء التي تستخدم في مصانع المفروشات العالمية إلى المملكة. وقال: «أظهرت مسوحات ميدانية أجريت هذا العام أن حجم سوق الأثاث في المملكة تجاوز العام الماضي 4 بلايين ريال، ويشكل حجم مخرجات مصانع وورش الأثاث منه أكثر من 50 في المئة، عبر 66 مصنعاً تصل مبيعاتها السنوية إلى نحو 1.34 بليون ريال. وتتوزع المصانع بواقع 42 مصنعاً في المنطقة الوسطى، و11 مصنعاً في المنطقة الغربية، 12 مصنعاً في المنطقة الشرقية، ومصنع واحد للأثاث في المنطقة الشمالية. ورأى أن غياب التخصص في صناعة المفروشات المحلية أسهم في إبقاء هذا القطاع قيد التكوين، على رغم انطلاقته قبل أكثر من عقدين من الزمان، موضحاً أن المصانع والورش المحلية تصنع جميع أنواع الأثاث والمفروشات وأن بعضها غير مهيأ لصناعة أكثر من نوع واحد أو نوعين، في حين تتخصص شركات عالمية كبرى في صناعة أنواع معينة من المفروشات بحيث تتخصص شركة في صناعة الطاولات وغرف السفرة، وأخرى في صناعة غرف النوم أو الكنب والمجالس، وتتخصص شركات في صناعة المكاتب وحاجاتها بمعزل عن صناعة الأثاث المنزلي. وبيّن أن المعرض الدولي الأول للمفروشات والأثاث والديكور هدف إلى تحقيق فرص أعلى من المبيعات، وإظهار العلاقات التجارية بين رجال الأعمال، والقيام ببحوث تسويقية بنتائج سريعة، وتقوية الروابط التجارية والاقتصادية بين الدول ومجتمعات رجال الأعمال، وذلك في وقت تأمل فيه مصانع الأثاث السعودية في زيادة مبيعاتها بارتفاع نسبة الجودة في منتجاتها بالمقارنة مع نظيراتها المستوردة، كما تعوّل على مواسم الأعياد والإجازات، إذ تعتاد الأسر على تحديث بعض أثاث منازلها كما تكثر حفلات الزواج في هذه المواسم، خصوصاً أن نسبة 50 في المئة من سكان المملكة من فئة الشباب المؤهلين للزواج الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاماً، إلى جانب أن تطوير صناعة الأثاث في السعودية يستدعي رفع مستوى التسويق وإجراء المزيد من عمليات البحث والتطوير في مجال المنتجات وأحوال الأسواق المحلية والخارجية وتوفير المعلومات الفنية والتقنية والتسويقية، إلى جانب ضرورة تنويع الإنتاج من الأثاث وإنهاء مشكلة تشابه المنتجات الوطنية الذي يتسبب في إضعاف قدرتها التنافسية.