ذكرت دراسة اجتماعية أنجزها قسم البحوث الاجتماعية في جامعة بغداد أن أكثر من 16 في المئة من العراقيين يعانون من الأمية بينهم نسبة كبيرة من الشباب. وأكدت الدراسة أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي مرت بها البلاد طوال عشرين عاماً مضت دفعت العائلات ذات الدخل المحدود إلى زج أطفالها في ميادين العمل بعد إخراجهم من المدارس في سن مبكرة قبل أن يتقنوا القراءة والكتابة. وأشارت الدراسة التي اعتمدت على بيانات ميدانية واستطلاعات للرأي شملت غالبية المدن العراقية أن الشباب بين سن 18- 30 سنة يمثلون 31 في المئة من مجموع الأميين في البلاد فيما بلغت نسبة الأطفال الأميين بين أعمار 9 و17 سنة، 29 في المئة وتوزعت بقية النسبة على كبار السن من الجنسين. وذكرت عضو لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب العراقي جيان أنور «أن الإحصاءات المتوافرة لدى لجنة التربية والتعليم في البرلمان تؤكد وجود خمسة ملايين أمي في البلاد بين أطفال وشباب وشيوخ، مشيرة إلى إحصائيات أخرى تتجاوز هذا العدد. وأوضحت أن النسبة الأكبر من الأمية تنتشر بين النساء من مراحل عمرية مختلفة بسبب حرمان الكثير منهن من مواصلة الدراسة أسوة بالذكور لا سيما في القرى والمناطق النائية التي تمتنع عن تسجيل بناتها في المدارس. وأكدت أن لجنة التربية والتعليم في البرلمان أوصت باستحداث مديرية خاصة بالأمية مرتبطة بمجلس النواب أو رئاسة مجلس الوزراء لتتمكن الحكومة من الإشراف المباشر على معالجة ظاهرة الأمية في البلاد. وكان العراق صنف في ثمانينات القرن الماضي ضمن البلدان الخالية من الأمية بعدما قامت الحكومة آنذاك بحملة واسعة لمحو الأمية في البلاد تضمنت إدخال الأميين في المدن والقرى والقصبات البعيدة في مدارس خاصة تستمر فيها الدراسة لمدة ست سنوات متتالية يحصل بعدها الأميون على شهادات محو الأمية بعدما يتعلمون القراءة والكتابة.