استدعت أجهزة الأمن التابعة للحكومة المقالة عشرات من قيادات وكوادر حركة «فتح» في قطاع غزة، بينهم عضو في المجلس الثوري، عشية الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس ياسر عرفات، وحذرتهم من تنظيم أي نشاطات احياءً للذكرى. لكن وزارة الداخلية في الحكومة التي تقودها حركة «حماس» نفت منع اي فعاليات. وقالت مصادر فصائلية وحقوقية ل «الحياة» إن جهاز الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة صعد منذ الساعات الأولى لصباح أمس إجراءاته ضد كوادر «فتح»، وقام بحملة استدعاءات الى مقره في «مجمع أبو خضرا» في مدينة غزة طاولت عناصر وقيادات من مختلف محافظات القطاع، بغية منع إحياء ذكرى عرفات التي تصادف اليوم. وشملت الاستدعاءات عضو المجلس الثوري لحركة «فتح» أبو جودة النحّال. وقالت المصادر إن قوة من الأمن الداخلي توجهت صباحا إلى منزل النحّال، لكنه لم يكن موجوداً فيه، فسلمت عائلته استدعاء بالحضور فوراً لمقابلة قادة الجهاز، وفور عودته الى المنزل، أبلغته زوجته بالاستدعاء فتوجه إلى مقر الأمن الداخلي. وأشارت إلى أنه تم استدعاء أكثر من 20 قيادياً وكادراً «فتحاوياً» من مدينة غزة، فضلاً عن استدعاء عشرات آخرين في عدد من محافظات القطاع. ويُخلي عادة الأمن الداخلي سبيل المحتجزين، بعد ساعات تطول أو تقصر، يتعرض خلالها بعضهم للاهانة أو التعذيب النفسي والجسدي. وقال عدد من المحتجزين إن ضباط الأمن الداخلي حجزوا بطاقات هوية عدد منهم، لإرغامهم على العودة مرة أخرى لمقابلتهم خلال الأيام المقبلة بعد مرور ذكرى رحيل عرفات. إلى ذلك، قال عضو المكتب السياسي ل «حزب الشعب» وليد العوض إن هيئة العمل الوطني، ذراع منظمة التحرير في القطاع، عقدت خلال الأسبوع الماضي سلسلة اجتماعات كرستها للبحث في سبل إحياء ذكرى رحيل عرفات. وأضاف أن «الهيئة أخذت الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا في غزة بعين الاعتبار»، في إشارة إلى سيطرة «حماس» على القطاع منذ 14 حزيران (يونيو) 2007 وعدم سماحها بتنظيم مهرجانات لإحياء الذكرى منذ ذلك الحين. ولجأت الهيئة إلى سلسلة فعاليات «فردية» وليست «حاشدة» لإحياء الذكرى، ضمنتها بياناً أصدرته، كما دعت إلى «إيقاد الشموع فوق أسطح المنازل والشرفات وداخل المنازل في حال تعذر فعل ذلك خارجها، اعتباراً من الساعة السادسة وحتى الثامنة» من مساء أمس. ودعت إلى «رفع الإعلام الفلسطينية في الساحات العامة وعلى أسطح المنازل» صباح اليوم و «تعليق صور الشهيد أبو عمار في شكل واسع في كل شوارع مدن وقرى ومخيمات القطاع... وارتداء الكوفية الفلسطينية. وتعليق ملصقات تحمل صور الشهيد على السيارات ووسائل النقل وتنظيم مهرجانات وأنشطة رياضية وفاءً» له. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن أصحاب مطابع في غزة أن الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة منعهم من طباعة أي صور لعرفات. وقال أحدهم إن قوة من الامن الداخلي حضرت أول من أمس «وطلبت منا عدم طباعة أي صور للرئيس عرفات أو أي شعارات لفتح إلا بإذن خطي من وزارة الداخلية».