«لكل فعل رد فعل يساويه بالقيمة ويعاكسه بالاتجاه». لست في صدد ادعاء سبق علمي، والعبارة السابقة بديهة علمية يحفظها عن ظهر قلب أي تلميذ متوسط الاجتهاد، لكن في الحقيقة وجدت أن هذه البديهة المحققة في علم الفيزياء لا تنطبق مئة في المئة على علاقات البشر بعضهم ببعض، فكثيراً ما يكون رد فعل بعض الناس مبالغاً فيه بل وغير منطقي وينعدم عندئذ التناسب والتوازن وتكون النتيجة مؤسفة ومأسوية. ويمكن القول إن رد الفعل يتحول إلى نوع من السلوك العدواني. صحيح أن العدوانية في سلوك الفرد مألوفة في معظم المجتمعات، إلا أن المبالغة فيها وعدم الاحتكام إلى العقل يبقيانها غير مفهومة، وهذا ينطبق على الجنسين (ذكور وإناث)، إلا أن رد الفعل النسائي العنيف له طابعه الخاص، فهو يصدر عن أحلى الكائنات، وإليكم بعض الأمثلة: فقد نشرت صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية خبراً مفاده أن فتاة تبلغ من العمر 25 سنة، سكبت البنزين على صديقها أثناء نومه ثم أشعلت النار فيه. وذكرت الصحيفة أن الفتاة أقدمت على فعلتها بعدما عرفت أن صديقها يخونها مع أخرى. سيدة أخرى تبلغ من العمر 42 سنة (والخبر في صحيفة «افتونبلادست» السويدية) قصت شعرها في صالون حلاقة، لكنها قالت للموظفة انه لم يعجبها قبل أن تغادر وتعود بعد فترة وجيزة مطالبة بتعويض مالي. وما إن رفض طلبها مالك الصالون حتى انهالت عليه عضاً فنقل إلى المستشفى، أما السيدة التي لم تكن تحت تأثير الكحول فقد ألقت الشرطة القبض عليها لتواجه تهماً جنائية. إلا أن أكثر ردود الفعل النسائية كارثية كانت في الكويت في حريق خيمة عرس الجهراء الذي صنف كارثة إنسانية بكل المقاييس بوفاة 43 شخصاً بين نساء وأطفال، والمعلوم أن طليقة العريس اعترفت بإضرام النار في خيمة العرس النسائية كرد فعل انتقامي على زواج طليقها ولتخريب العرس. يقال إن أعنف ردود الفعل هو رد الفعل الدفاعي. وأسأل: هل كان يكفي حذاء الزيدي ليرد على عدوان إدارة بوش الابن وهمجيتها؟