استبعد خبير في شؤون الطاقة أن يتجاوز سعر برميل النفط 100 دولار في المستقبل القريب، نتيجة ارتفاع الطلب على النفط، وبخاصة من جانب الاقتصادات الناشئة، وعدم قدرة الإنتاج على مقابلة الطلب المتزايد بسبب انخفاض الاستثمارات في النفط وارتفاع التكاليف، وزيادة معدلات النضوب بنسبة تصل إلى خمسة في المئة، إضافة إلى وجود عجز في النفط عالمياً يصل إلى ثلاثة ملايين برميل يومياً عام 2013. وأوضح كبير الاقتصاديين في شركة «إن جي بي» الأميركية الكاتب المتخصص في شوون الطاقة أنس الحجي أن هناك عوامل عدة سترفع أسعار النفط في المستقبل دون سقف ال 100 دولار، منها استمرار ارتفاع الطلب على النفط وبخاصة في الصين والهند وبقية دول آسيا والشرق الأوسط، في حين لن يتمكن الإنتاج من الوفاء بالطلب المتزايد بسب انخفاض الاستثمارات في قطاع النفط وارتفاع التكاليف وزيادة معدلات نضوب الحقول. وتوقع الحجي في محاضرة ألقاها في منتدى «أمطار» في الرياض، أن تظل أسعار النفط مرتفعة نسبياً خلال العامين المقبلين، وقال إن هناك عوامل عدة ستحول دون ارتفاع أسعار النفط 100 دولار للبرميل، منها تجاوز غالبية دول «أوبك» حصصها الإنتاجية، كما أن التعاون بين «أوبك» سيخف عندما ترتفع الأسعار. وتابع: «سيكون الانتعاش الاقتصادي بطيئاً لأسباب عدة، كما أن حجم الاقتصاد العالمي حتى بعد الانتعاش سيكون أقل من حجمه قبل حدوث الأزمة، إضافة إلى إصرار السعودية على بقاء الأسعار حول متوسط قدره 75 دولاراً للبرميل، وقناعة الخبراء والمحللين بأن الإدارة الأميركية ستستخدم الاحتياط الاستراتيجي في حال ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير». وأكد أن النفط والغاز سيظلان وقودين أساسيين في إنحاء العالم كافة، على رغم كل العداء المفتعل ضد النفط على مدى العقدين المقبلين، وأن غالبية ما يسمى بالبدائل سيظل محكوماً بحجم المساعدات الحكومية، مشيراً إلى أنه على رغم التوقعات بنمو حصة الوقود الحيوي والطاقة المتجددة إلا أنها ستظل بسيطة مقارنة بحصة النفط والغاز والفحم، كما أن هناك توجهاً عالمياً لاستخدام الوقود الحيوي، لكن هناك مشكلات حتى لو تضاعف إنتاجه خمس مرات، لأنه بدأ بنسبة ضئيلة جداً، وهو يتوقع أن تزداد حدة ذبذبة أسعار النفط في السنوات المقبلة لأسباب عدة منها اقتصادية وسياسية. وبين أن زيادة إنتاج النفط في المستقبل القريب صعبة للغاية لأسباب عدة، في طليعتها انخفاض الإنفاق على الاستكشافات، إذ انخفض الإنفاق العالمي بأكثر من 15 في المئة، بينما هبط الإنفاق على الاستكشاف والتنقيب في الولاياتالمتحدة وكندا بنحو 38 في المئة، كما أن تكاليف إنتاج النفط التي ما زالت مرتفعة تجعل زيادة إنتاج النفط على المدى القريب أمراً أكثر صعوبة.وأشار إلى أن معدلات النضوب عالية وتصل إلى 5 في المئة، والعالم يحتاج إلى استثمارات ضخمة لمجابهة معدلات النضوب وإبقاء الإنتاج على حاله. ولفت إلى أن هناك انخفاضاً في الاستثمارات على التنقيب على النفط بسبب الكساد، وهناك عجز عالمي في النفط يصل إلى ثلاثة ملايين برميل يومياً عام 2013 وهذا يعني أن أسعار النفط سترتفع بشكل كبير. وأكد الحجي أن حوالي 40 في المئة من استهلاك الطاقة عالمياً يأتي من النفط، وأن دول الخليج تعتمد على صادرات النفط بنسبة 70 في المئة، كما أن مشكلات الطاقة في الولاياتالمتحدة كلها داخلية ومعظم شركات التكرير في العالم أعلنت إفلاسها.