صدر عن نادي جازان الأدبي بالاشتراك مع الدار العربية للعلوم (ناشرون) بيروت كتاب نقدي بعنوان: «تجليات الغياب – قراءة في شعر علي الحازمي» للناقد علي حافظ كريري. وفي كلمة الغلاف نقرأ: «إن ما يجعل الحياة لحظة خارقة، ومبهرة، واستثنائية هو وعي كارثة الغياب، والفقدان الثاوي في زمنية الإنسان، والمتربص له بالموت، ولوعته، وبما سيؤول إليه من انطفاء؛ ولهذا كان النضال من أجل الحب والحياة وجهاً من أوجه انتزاع المعنى الذي لا يتحقق إلا بوعي قيمة الحياة، وهذا التحقق للمعنى يعني حضور ما أمكن انتزاعه من الغياب الكامن في النص المكتوب، أو نص الحياة... من أجل ذلك عمدت التجربة الحازمية إلى استنطاق الظاهرة، والكشف عن أبعادها العميقة عبر جدل الثنائية الضدية، ومرآوية المفارقة ما بين الجلي، والخفي، والجسدي، والروحي، وما بين الواقعي، والخيالي، والرمزي... سعياً وراء الغائب، والمنسي، والمحروم، والمقصي، والمقهور... ليكتسب النص الحازمي – من خلال التجليات الجمالية – قوته، وشاعريته، وخلوده». في هذا العمل يقرأ علي حافظ كريري التجليات الفنية لظاهرة الغياب عند الشاعر علي الحازمي تلك التي حققت لها الشعرية العالية، وهي: لغة السؤال، والاستفهام – أسلوب النداء – أفعال الماضي، والمستقبل – السردية – ضمائر البعد، والغيبة – بنية التكرار – تقنية الحذف – اللغة المكثفة - الرمز، التناص، الانزياح، التضاد، المفارقة، الصور المبتكرة التي منحت المعنى المعجمي معانٍ جديدة، وأبعاداً دلالية مفتوحة. يقدم الكتاب أيضاً قراءات نقدية لأعمال علي الحازمي قدمها أدباء ونقاد تناولوا المنجز الشعري لعلي الحازمي يتخللها عرض ونقاش لكل مجموعة شعرية؛ لذلك توزعت مادة الكتاب على عنوانين رئيسين: (أولاً: آفاق الغياب النص الموازي» ويضم: النظرية، والتطبيق (المنجز الشعري). بوابة الجسد. خسران. الغزالة تشرب صورتها. مطمئناً على الحافة. (ثانياً: فضاءات الغياب اللغة والدلالة) ويضم: فضاء الزمن وفضاء المكان، وفضاء الحلم، وفضاء الموت. يذكر أن هذا الكتاب يعد الإصدار النقدي الثالث الذي يخص تجربة الشاعر علي الحازمي بالدراسة والتحليل، بعد كتاب الدكتورة الناقدة ليلى شبيلي «عناصر التشكيل الجمالي والفني في شعر علي الحازمي» ( 2012 ) وكتاب الشاعر والناقد المغربي إبراهيم القهوايجي «طائر النار» مصاحبة نقدية في تجربة الشاعر علي الحازمي (2013).