هل شارف عهد روبوت الفضاء الوحيد، الذي يزرع سطح كوكب بفضل توجيهات تأتيه من الأرض، كحال الروبوت «أوبورتشنتي» في المريخ، على الانتهاء؟ وإذا كان الجواب نعم، فما هو البديل الذي تعمل وكالة «ناسا» على تجهيزه ليشكل قفزتها المقبلة في مغامرة استكشاف الكون؟ في مستقبل غير بعيد، ربما حلّق أسطول من الروبوتات فوق جبال القمر «تيتان»، التابع لكوكب زُحل. وسيعبر ذلك الاسطول الجوي المؤتمت فوق السهوب الفسيحة والمثلجة في ذلك القمر، وربما استطاع أن يحطّ أيضاً على سطح المياه السائلة في بحيراته. ويرى وولفانع فينك، اختصاصي الفيزياء في «معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا» في باسادينا، الذي يعمل بالتنسيق اللصيق مع وكالة «ناسا» أن الجيل المقبل من الروبوت المتخصص في الاستكشاف، سيمثّل نقلة نوعية في الطريقة التي تُجرى فيها العمليات الاستكشافية. ويشغل فينك منصب أستاذ كرسي متميّز في فيزياء الالكترونيات الدقيقة، في جامعة أريزونا. وأوضح فينك أن مستقبل استكشاف الكواكب والأقمار والأجرام الفضائية، سيصبح رهناً بجيل من الروبوت الرخيص الثمن، الذي يعمل ضمن فريق كبير، بحيث تتحرك مجموعات منه في كل عملية استكشاف، وتنسقّ جهودها بعضها مع بعض، باستقلالية عن التوجيه الآتي من كوكب الأرض. وينسق فينك جهود فريق يتوزّع أعضاؤه بين جامعتي كاليفورنيا وأريزونا، يعمل على تصميم برامج كومبيوتر مؤتمتة، تُعطي الروبوت القدرة على العمل في المسوح الجيولوجية للفضاء، باستقلالية تامة لا تحد من قدرته من التنسيق مع مجموعة من روبوتات الاستكشاف، بحيث يعمل الكل كفريق متناغم، كحال فِرق كرة القدم مثلاً. وتعطي برامج الكومبيوتر التي يصممها فينك للروبوت القدرة على الملاحظة والتعرّف الى المشاكل، وتقويم المخاطر، وبالتالي تحديد المناطق التي يجب التعمّق في استكشافها. ويتبادل الروبوت المعلومات التي يحصل عليها، مع مجموعة من روبوتات تعمل معه في المهمة الاستكشافية عينها.