يترأس الرئيس التركي عبدالله غُل اليوم أعمال الدورة الخامسة والعشرين ل «اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري» (كومسيك) التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، التي ستعقد على مستوى القمة في إسطنبول بمشاركة 14 زعيماً، للبحث في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين الدول الأعضاء. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أتراك أمس أن الرئيس السوداني عمر البشير لن يحضر القمة كما كان مقرراً بعد اعتراض الاتحاد الأوروبي على زيارته تركيا. وقال مسؤول في الحكومة التركية اشترط عدم نشر اسمه: «علمنا أنه لن يأتي» من دون ذكر تفاصيل. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دافع أمس عن مشاركة البشير، على رغم مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» في دارفور. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن أردوغان قوله انه يرحب بمشاركة الرئيس السوداني، مؤكداً أن بلاده تحترم حقوق الإنسان، لكنها لا تصدق التهم الموجهة إليه. وقال في مقابلة تلفزيونية: «في أي حال، فإن أي مسلم لا يمكنه ارتكاب إبادة... إنه غير قادر على ذلك». وأضاف: «لو كان هناك مثل هذا الأمر، لكنا قادرين على الحديث عنه مع الرئيس البشير وجهاً لوجه». إلى ذلك، يُتوقع أن تخيم اللقاءات الثنائية على أعمال القمة، خصوصاً وسط مشاركة رؤساء سورية بشار الأسد وإيران محمود أحمدي نجاد وأفغانستان حامد كارزاي الذي يشارك للمرة الأولى في مؤتمر إقليمي بعد إعادة انتخابه، كما يشارك أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي. وقالت مصادر تركية ل «الحياة» إن رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي سيمثل بلاده، فيما يشارك عن السعودية وزير المال عبدالعزيز العساف، وتُمثل مصر بوزير التجارة رشيد محمد رشيد، كما تقررت مشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في أعمال القمة، إضافة إلى وزير الاقتصاد اللبناني محمد الصفدي. وعُلم أن رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة قررا إيفاد من يمثلهما إلى إسطنبول. ويشارك في أعمال القمة ممثلو 44 دولة من أصل الدول الأعضاء ال57. ومن أصل خمس دول مراقبة، تشارك ثلاث هي جمهورية قبرص التركية برئيسها محمد علي طلعت والبوسنة والهرسك برئيس مجلس الرئاسة زلجو كوميشفتس وروسيا. وأوضحت المصادر أن الأسد سيعقد لقاء مع نظيره التركي للبحث في العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، مشيرة إلى أن المجلس الاستراتيجي السوري - التركي سيعقد على مستوى رئيسي الوزراء محمد ناجي عطري ورجب طيب أردوغان في دمشق بين 22 و24 الشهر المقبل، وأن اجتماعاً تمهيدياً سيعقد في العاصمة السورية في 17 الشهر الجاري. وسيعقد لقاء للدول المجاورة لأفغانستان، قبل افتتاح القمة صباح اليوم بخطاب يلقيه غُل يليه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو لإيجاز تطورات عمل «كومسيك»، ثم يلقي القادة المشاركون كلمات، على أن يختتم الرئيس التركي القمة بإعلان بيان مشترك. وسبقت أعمال القمة اجتماعات للخبراء ووزراء الاقتصاد في الدول الأعضاء للبحث في سبل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وكيفية مواجهة الأزمة المالية العالمية. وقال وزير الاقتصاد السوري عامر لطفي ل «الحياة» إن تطوراً ملموساً حصل أمس بسريان اتفاق الأفضلية التجارية بين الدول الأعضاء بعد وصول عدد الدول التي أقرته إلى عشر بموافقة بنغلادش، مع العلم أن اتفاقات حماية الاستثمارات وقواعد المنشأ لا تزال في حاجة إلى موافقة عشر دول للبدء في تطبيقها. وأشار لطفي إلى أن الجانبين السوري والتركي اقترحا على المشاركين اعتبار العلاقات بين بلديهما «نموذجاً يحتذى» بين الدول الأعضاء، كما اقترحا بدء الدول الإسلامية بإلغاء تأشيرات دخول رجال الأعمال أسوة بما قامت به دمشق وأنقرة بإلغاء جميع التأشيرات ورسومها، ملاحظاً أن قيمة التبادل التجاري بين الدول الأعضاء تبلغ 16 في المئة حالياً من أصل الخطة التي ترمي إلى بلوغها 20 في المئة بعد ست سنوات.