الكويت - أ ف ب - هدد نائب كويتي سلفي باستجواب رئيس الوزراء في مجلس الامة (البرلمان) بسبب قرار اصدرته الحكومة يتعلق بجعل حصص الموسيقى في المدارس الزامية وباحتسابها ضمن المعدل العام للطلاب، وذلك في آخر فصل من المشاكل التي تبدو من دون نهاية بين الحكومة الكويتية والنواب. وقال النائب محمد هايف للصحافيين: «نحمل رئيس الوزراء مسؤولية هذا القرار. وندعو الى وقف هذا الأمر وإلا سنلجأ الى الوسائل الدستورية. وقد يقود ذلك الى استجواب رئيس الوزراء». واضاف هايف، الذي ينتمي الى الكتلة السلفية التي تعتبر ان الاسلام يحرم الموسيقى: «لن نسمح بأن تتحول مدارسنا الى مراكز للرقص وتخريج الراقصات». ولطالما كانت الموسيقى جزءاً من البرامج التعليمية في المدارس الكويتية على رغم معارضة المتشددين الاسلاميين، الا ان وزارة التربية قررت ان تكون الموسيقى مادة تحتسب علاماتها ضمن المعدل العام اعتباراً من مطلع السنة الدراسية الحالية في ايلول (سبتمبر) الماضي. وقال هايف: «المطلوب اليوم عودة الوزارة الى النظام القديم والا سنقدم مشروع قانون لمنع الموسيقى في المدارس». واعتبر النائب السلفي ان قرار وزارة التربية الكويتية محاولة لتغريب المجتمع الكويتي. من جهتهم، اعتبر نواب مستقلون وليبراليون ان خطوة هايف تهدد الديموقراطية في الكويت. وقال النائب المستقل فيصل الدويسان في بيان ان «تهديد هايف باستجواب رئيس الوزراء حول تعليم الموسيقى أشبه بعزف الموسيقى الجنائزية على مجلس الامة». ويشير الدويسان بذلك الى المماحكات السياسية المستمرة بين البرلمان والحكومة والتي ادت الى حل مجلس الامة ثلاث مرات والى تشكيل ست حكومات منذ شباط (فبراير) 2006. اما النائب الليبرالي معصومة المبارك فحذرت من ان تهديد هايف بالاستجواب يزيد من التوتر القائم اصلاً في العلاقات بين الحكومة والبرلمان. وفيما ابدت المبارك دهشتها ازاء تصريحات زميلها السلفي، قالت: «توقعت استجوابات حول شتى انواع المواضيع ولكن ليس الموسيقى». واضافت ان التلويح باستجواب رئيس الوزراء «حول هذه المسائل يهدد العلاقة بين البرلمان والحكومة».