واصلت قوات الجيش السعودي دكّ حصون المتسللين المعتدين في «جبل دخان» والمناطق المحيطة به منذ أول من أمس، ما نتج منه بحسب مصادر أمنية مقتل نحو 20 مسلحاً، إضافة إلى إحداث تدمير كامل للأماكن التي يتحصنون فيها، مع أسر عدد منهم. وأوضحت المصادر أنه للمرة الأولى استخدم الطيران المرتفع، فيما انتشرت حشود من القوات البرية في المنطقة حيث شكلت طوقاً أمنياً واسعاً. وأشارت المصادر إلى سقوط مقذوفين فجر أمس، على 4 منازل متجاورة من قرية القرن في منطقة جازان، ما تسبب في دوي انفجار عنيف تطايرت معه بعض السيارات ونسفت 3 منازل، «لكن قوات الأمن حضرت إلى الموقع سريعاً، وأخلت المنازل». وذكرت أن قرية القرقاعي تعرضت لقصف مجهول المصدر، فيما نزح أهالي قرى المجدعة والغاوية اولشانق وأم الدبى إلى مناطق آمنة غرب بلدة الصوبة. ولفتت إلى أن الأجهزة الحكومية المختلفة عملت على تجهيز مركزين للإيواء في المنطقة، بكامل التجهيزات، والمستلزمات الطبية والإعاشات، إضافة إلى تزويدها بالخدمات الأساسية من ماء وكهرباء، فيما تم توفير دعم كبير من آليات الدفاع المدني، إضافة إلى الإسناد البشري، مع حضور مكثف لمسؤولي المحافظة والهلال الأحمر والشؤون الصحية. وأكد مصدر في مستشفى صامطة أنه بناءً على اتصال هاتفي ورد لإدارة المستشفى من مساعد المدير العام للرعاية الأولية في صحة جازان الدكتور أحمد السهلي، وبمتابعة من مدير المراكز الصحية في المنطقة عيسى دحلان، عقد اجتماع في مركز الرعاية الأولية في صامطة، شمل مدير القطاع ونائب المدير والمشرف الفني بالقطاع والمشرف الفني في مركز صامطة ونائب مدير المركز ومشرف التمريض ومدير مراقبة المخزون والتوعية الصحية، وأطباء مركز صامطة بشأن تشغيل مركز الرعاية الأولية على مدار الساعة. ولفت إلى أن المقدم طبيب وليد بن علي الغامدي، من الخدمات الطبية زار المستشفى بتوجيه من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز لغرض الاطمئنان على المصابين، وتسهيل إجراءات إخلاء الجنديين نبيل عبدالله محمد الرياني ومساعد الحكمي بطائرات الإخلاء الطبي إلى مستشفى قوى الأمن في الرياض. ونفى محافظ محافظة العارضة محمد الغزي وجود أي مناوشات أو تحركات في الحدود الجبلية المقابلة لمحافظة العارضة حتى ظهر أمس، مشيراً إلى أن الوضع مطمئن ولا يوجد أي أثر لما يريب من ناحية الأراضي اليمنية. إلى ذلك، أكد الناطق الإعلامي لإدارة التربية والتعليم في منطقة جازان محمد الرياني، أن الدراسة أوقفت في 12 مدرسة فقط، اثنتان منهما في قطاع صامطة ومدرسة واحدة فقط في قطاع العارضة والباقي في قطاع الخوبة (75 كيلو متراً من جازان) المتاخمة لمرمى النار من الجانب اليمني، لافتاً إلى أنه لا توجد تعليمات جديدة بتعليق الدراسة في مدارس أخرى حتى الآن. وجالت «الحياة» في موقع الأحداث، وقرى الخشل، المعطن، أبو العصمة، أبو الكثاث، دبير، المطاريق، حيث لاحظت استقرار الأوضاع. وقالت المواطنة أم فادي: «نعيش في اطمئنان كامل وثقة كبيرة بقدرة أبطالنا في القوات المسلحة على التعامل الحاسم مع الأشرار، وحياتنا هنا طبيعية جداً ونسمع بين فينة وأخرى أصوات الطائرات والمدافع». وذكر المواطن محمد معشي أنه وقف على الحادثة في قرية القرن «ومستعدون للمشاركة بأنفسنا وأولادنا وأموالنا مع حكومتنا الرشيدة، وأبطال قواتنا المسلحة للقتال»، متمنياً فتح باب التطوع بكل أنواعه. وكان أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر، أكد أن الوضع تحت السيطرة الكاملة، وأن السعودية تسعى إلى استقرار اليمن الشقيق، فيما وصف الهجوم الغادر بأنه «عمل جبان». وقال إن الأوضاع في قرية الخوبة تحت السيطرة، وإن الجهات الأمنية السعودية جاهزة لتنفيذ خططها الأمنية المهيأة لمثل هذه الظروف.