كويتا، نيويورك - أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبر قائد «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد علي جعفري أمس، ان المسيرات التي أحيت الذكرى الثلاثين لاحتلال السفارة الأميركية في طهران واحتجاز 52 ديبلوماسياً لفترة 444 يوماً، وتخللتها صدامات مع أنصار المعارضة، «وجهت رداً حازماً ومؤلماً للأعداء»، في وقت لا تزال السلطات تحتجز مراسل وكالة «فرانس برس» فرهاد بولادي الذي أوقفته أثناء تغطيته ذاك التجمع الأربعاء. وأصرّ «الحرس الثوري» على تحديد مهلة لباكستان لتسليم عناصر جماعة «جند الله» التي نفّذت هجوماً انتحارياً في إيران الشهر الماضي، أدى الى مقتل أكثر من 40 شخصا. ونقلت الوكالة عن مسؤول في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي التي كُلفت التغطية الإعلامية للتجمع، قوله إن وضع بولادي «قيد الدرس»، مرجحاً إطلاقه «السبت أو الأحد». أما رئيس مجلس إدارة الوكالة بيار لويت فأعرب عن «احتجاج شديد» على اعتقال المراسل، داعياً الى «إطلاقه من دون تأخير». في غضون ذلك، قال ل «الحياة» مصدر كان في عداد الوفد الإيراني المشارك في محادثات جنيف وفيينا، إن طهران لم توافق بالكامل على مشروع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج. وأوضح أنها قدمت اقتراحاً أساسياً يقضي بتسليم الغرب 1200 كلغ من المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة، في مقابل تسلمها في الوقت ذاته وقوداً مخصّباً بنسبة 19.75 في المئة. وإذا رفض الغرب ذلك، تتعهد إيران تسليم هذه الكمية للوكالة الذرية، على أن تُحفظ في مخازن تشرف عليها الوكالة داخل الأراضي الإيرانية، من خلال فرق التفتيش وأجهزة المراقبة التي تمتلكها الوكالة في إيران. وأضاف المصدر أن طهران لم تمانع في تسليم المخزون دفعة واحدة أو على دفعات، شرط تسليمها كميات من الوقود مساوية لما تسلمه. جاء ذلك في وقت اعتبرت طهران ان المستشارة الألمانية أنغيلا مركل «متأثرة بأفكار اللوبي الصهيوني»، رداً على قولها في خطاب أمام الكونغرس الأميركي الثلثاء الماضي، إن «وقوع القنبلة النووية في يد رئيس إيراني ينكر حصول المحرقة ويهدد إسرائيل وينكر وجودها، أمر غير مقبول». ورأى البرادعي ان مشروعه لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج يشكل «فرصة نادرة» لطهران وواشنطن لتطبيع العلاقات بينهما، مشيراً الى أن إيران تريد عبر امتلاكها التكنولوجيا النووية، دفع الولاياتالمتحدة الى فتح حوار معها و»الاعتراف بها بوصفها قوة إقليمية». وعلى الصعيد الداخلي، قال جعفري في زاهدان عاصمة محافظة سيستان - بلوشستان جنوب شرق إيران أمس، إن «الأعداء ومن خلال حياكتهم مؤامرات كثيرة، كانوا يمنّون النفس بألا يشارك المواطنون في تظاهرات» إحياء ذكرى احتلال السفارة. وزاد: «الشعب الإيراني أفشل خططهم وخلافاً لتوقعات الأعداء، وجه لهم الشعب الإيراني المتواجد دوماً في الساحة، رداً حازماً ومؤلماً». ورأى أن «أعداء الجمهورية الإسلامية لن يجنوا شيئاً في حربهم الناعمة ضد البلد». في الوقت ذاته، حذر النائب غلام رضا كرمي عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) «مثيري الشغب» من أن «الشعب والنظام سيفرضان عليهم أشد العقوبات، إذا لم يعودوا الى مسار الثورة الإسلامية». الى ذلك، عزا جعفري «جذور انعدام الأمن» في محافظة سيستان - بلوشستان حيث نفذت جماعة «جند الله» تفجيراً انتحارياً الشهر الماضي، أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً بينهم 15 من «الحرس الثوري»، الى «الفقر وضعف البرامج ذات البنى التحتية في القضايا الثقافية والمعيشية». وقال إن باكستان طلبت من إيران منحها فرصة لاعتقال عناصر «جند الله»، موضحاً أن «هذه الفرصة في طريقها الى النفاد». وحذر من أن «الحرس الثوري سينفذ خطواته وبرامجه»، اذا لم تعتقل الحكومة الباكستانية عناصر الجماعة وتسلّمهم الى إيران «وفق المهلة التي حددتها». وجاء تحذير جعفري بعد ساعات على إعلان السلطات الباكستانية اعتقال ثلاثة إيرانيين يُشتبه في تخطيطهم للتفجير الانتحاري في سيستان - بلوشستان، مشيرة الى انهم من عرق البلوش.