أكد مسؤول سوري للمرة الأولى رسمياً، مشاركة إيران و «حزب الله» في المعارك ضد المعارضة بين دمشق ودرعا قرب حدود الأردن، التي أطلق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عليها اسم «معركة حزب الله»، في وقت جدد النظام شروطه لقبول «تجميد» القتال في حلب شمالاً، وبينها وقف «تمويل وتدفق» المعارضة من تركيا وعودة الجيش إلى مناطق المعارضة في المدينة وسط مشاركة لافتة للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في حفل لمناسبة ذكرى «الثورة الإيرانية» في دمشق. (للمزيد) وأفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أمس، بأنها «وثّقت قيام القوات الحكومية بين 5 و9 الشهر الجاري بحملة قصف عشوائي على مختلف مناطق الغوطة الشرقية ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 178 شخصاً بينهم 143 مدنياً و29 طفلاً»، وأوضح «المرصد» أنه «ارتفع إلى 37 بينهم 6 أطفال، عدد الضحايا جراء قصف للطيران الحربي وقوات النظام على مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية». وبث نشطاء معارضون فيديوات أظهرت جرحى وقتلى مدنيين وسط دوما. وأطلق بعضهم حملة على موقع «فايسبوك» باسم «دوما تُباد»، فيما اعتبر «الائتلاف الوطني السوري» القصف الممنهج لقوات النظام على دوما «جريمة حرب». وفي الطرف الآخر من دمشق، قال «المرصد» إن «حزب الله اللبناني مدعماً بمقاتلين إيرانيين وقوات النظام سيطروا على بلدة دير ماكر في ريف دمشق الغربي». ونقل التلفزيون الحكومي عن قائد ميداني قوله إن «العملية العسكرية التي بدأها الجيش مستمرة بقيادة الأسد وبالتعاون مع محور المقاومة، كحزب الله وإيران». وهذه المرة الأولى التي يُعلن فيها النظام عن خوض قواته معارك إلى جانب عناصر من «حزب الله» وقوات أخرى إيرانية. وكانت القوات السورية مدعومة خصوصاً بعناصر من الحزب أحكمت الثلثاء سيطرتها على بلدة دير العدس والتلال المحيطة بها في ريف درعا الشمالي الغربي. وقالت «شبكة سمارت» المعارضة إن «35 عنصراً لقوات النظام قتلوا ومئة آخرين جرحوا خلال اشتباكات مع الجيش الحر في محيط دير العدس»، فيما قالت «جبهة النصرة» على حسابها في موقع «فايسبوك» إن عناصرها «أسروا ثلاثين عنصراً من قوات النظام». وأفاد «المرصد» بأن «حزب الله هو الذي يقود الهجوم في «الجبهة الجنوبية»، مشيراً إلى «مقتل 20 مسلحاً في كمين نفذه الحزب قرب دير العدس وفي الاشتباكات مع القوات السورية وحلفائها». وقال رامي عبدالرحمن مدير «المرصد»: «إنها معركة حزب الله». ولوحظ أن قناة «المنار» التابعة للحزب بثت أمس صوراً مباشرة من دير العدس، أظهرت مراسلها وهو يتجول في البلدة، فيما كانت تسمع أصوات انفجارات بعيدة. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن ناشطين قولهم إن العملية تتم بقيادة «القوات الخاصة» للحزب، كما نقلت عن عبدالرحمن قوله إن الهدف هو الوصول الى مناطق محاذية للحدود مع إسرائيل في الجولان المحتل وإقامة «شريط حدودي» يخضع لسيطرة «حزب الله». في موازاة ذلك، أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أنه سيقدم تقريراً حول جهوده أمام جلسة يعقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك في 17 الشهر الجاري. وقال بعد لقائه الأسد في ختام زيارته دمشق، إن «التركيز كما تعلمون في مهمتي هو على أهمية خفض معدلات العنف لمصلحة الشعب السوري والتركيز على وصول المساعدات الإنسانية في شكل غير مشروط وفي شكل متزايد إلى جميع السوريين». وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد جدد خلال اللقاء «حرص سورية على دعم أي مبادرة أو أفكار تساهم في حل الأزمة بما يحفظ حياة المواطنين ومؤسسات الدولة»، مشدداً «على ضرورة الضغط على كل الدول لتطبيق قراري مجلس الأمن 2170 و2178 لوقف تمويل وتدفق الإرهابيين» إلى سورية. وبثت «سانا» فيديو أظهر حضور دي ميستورا وكبار المسؤولين السوريين حفل استقبال العيد الوطني الإيراني في دمشق.