سارعت إسرائيل إلى التسلح بسفينة «الأسلحة الإيرانية» للقيام بحملة إعلامية دولية ضد «تقرير غولدستون» من خلال حض العالم على «إدانة دعم ايران الإرهاب» مقابل اعتبار ممارسات الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة دفاعاً عن النفس. وأشارت تقارير صحافية إلى أن إسرائيل ابتغت من اعتراض السفينة الإيرانية إحباط الحوار بين الغرب وايران من خلال الادعاء بأن ايران تخادع المجتمع الدولي. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أمس قوله إنه سيكرس زيارته الوشيكة للولايات المتحدة التي تبدأ الأحد المقبل «لنظهر أمام أصدقائنا في العالم عبثية تقرير غولدستون». وأضاف ان «احتجاز السفينة يجسد عبثية كبيرة... من جهة ايران ترسل أسلحة لمنظمات إرهابية لتقتل مدنيين إسرائيليين، ومن جهة أخرى يوجه تقرير غولدستون أصابع اتهام إلى إسرائيل». وأضاف أن اعتراض سفينة الأسلحة «يقدم إثباتاً قاطع الوضوح لمن لم يقتنع بعد بأن ايران تواصل دعم الإرهاب بهدف قتل إسرائيليين». وكان نتانياهو قرر أمس إيفاد السفير السابق لدى الأممالمتحدة داني غيلرمان إلى نيويورك لمعاونة الوفد الإسرائيلي إلى المنظمة الدولية في معركته الإعلامية ضد التقرير. وقبل مغادرته، قال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان للإذاعة العامة أنه «يتجند في حرب إسرائيلية ومعركة على الرأي العام العالمي». وأضاف أنه على رغم «الغالبية التلقائية غير الأخلاقية ضد إسرائيل في الأممالمتحدة، فسنعمل على تقليل الأضرار». وتابع في غمز من دول غربية تحتل دولاً أخرى: «سنؤكد أن عدد المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا في عملية الرصاص المسبوك أقل بكثير مما قتل في مواجهات عسكرية أخرى في كوسوفو وأفغانستان والعراق». وفي وقت لاحق امس، وصف نتانياهو السفينة الايرانية ب «جريمة حرب تستوجب قيام الأممالمتحدة بالتحقيق والتنديد بها وعقد جلسة طارئة لبحث الموضوع». وأضاف خلال لقائه وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غابي أشكنازي وقائد شعبة الاستخبارات العسكرية وقائد سلاح البحرية وكبار الضباط الذين قاموا باحتجاز السفينة الايرانية لتهنئتهم على «العملية المهمة لأمن إسرائيل»، إنها «جريمة حرب أراد منها النظام الايراني تمكين «حزب الله» من تكرار المس بالمدنيين في إسرائيل. هذه هي المسألة التي كانت تستوجب اهتمام المجتمع الدولي بها لكن بدلاً من ذلك ينشغل بإسرائيل»، في إشارة إلى تقرير غولدستون. وتابع: «هذا لن يردعنا عن مواصلة تحركنا لحماية مواطني إسرائيل». وكرر أنه «لا يوجد في العالم جيش أخلاقي أكثر من الجيش الإسرائيلي الذي يواجه جرائم حرب ... حان الأوان أن يقر المجتمع الدولي، خصوصاً الدول التي تتحلى بالمسؤولية، بهذه الحقيقة لا أن يساهم في ترويج أكاذيب». واعتبر أشكنازي عملية احتجاز السفينة جزءاً من «عمليات متشعبة التي تبقى سرية في غالبيتها»، فيما قال باراك إن الجيش سيواصل عملياته ضد المنظمات الإرهابية. وقال رئيس شعبة الاستخبارات إن احتجاز السفينة هو مثال واحد على منظومة كاملة «لعمل الأخطبوط الايراني الذي يدعم منظمات الإرهاب ومحور الشر في المنطقة». وأضاف ان السفينة كانت تحمل الأموال أيضاً لتمويل شراء أسلحة. من جهتها، قالت سفيرة إسرائيل في الأممالمتحدة غابريئيلا شاليف إنها تلقت وعداً رسمياً من الولاياتالمتحدة بفرض الفيتو على مشروع قرار محتمل لمجلس الأمن لتبني تقرير غولدستون وإدانة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب. وأفادت الإذاعة العامة أنه بعد «الإنجاز العسكري المهم» الذي حققه سلاح البحرية الإسرائيلي، ستحاول إسرائيل من خلال اعتراض السفينة الايرانية تخفيف مفعول تقرير غولدستون على الحلبة الدولية». وأصدر ليبرمان تعليماته لموظفي وزارته بعرض محتويات السفينة في ميناء أسدود أمام السفراء الأجانب المعتمدين في تل أبيب «ليتيقنوا عن كثب أهمية اعتراض السفينة والدمار الذي كان ممكناً أن تلحقه محتوياتها بإسرائيل». كما بعثت الوزارة للسفارات الإسرائيلية في أنحاء العالم بصور ومعطيات عن السفينة لعرضها في قنوات التلفزة ك «أدلة قاطعة على النشاط التخريبي لإيران». وبحسب وزارة الخارجية، فإن «الأدلة المدينةلايران ولغيرها تؤكد موقف إسرائيل القائل إن نشاطها العسكري هو لحاجات دفاعية وهي إثبات للتهديدات المتربصة بإسرائيل، من ايران ومن الحدود الشمالية (لبنان)».