اعتادت الجماهير العربية عل الردود الديبلوماسية من فنانيها، ولا سيما في ما يتعلق بالميول الرياضية، وعندما يكون الحديث عن حظوظ المشاركة في مونديال كأس العالم يلجأ الفنانون غالباً إلى التصريح برغبتهم في وجود أي منتخب عربي من دون تسمية، رغبةً في كسب جماهيرية. الحال كانت مختلفاة مع الفنانتين اللبنانيتين نانسي عجرم وهيفاء وهبي اللتين تعمدتا التصريح برغبتهما في تأهل المنتخب المصري لكأس العالم، على رغم أن ذلك لن يتحقق إلا على الحساب منتخب عربي آخر وهو منتخب الجزائر. نانسي عجرم أكدت عبر تصريح صحافي أنها تتابع وبحرص المنتخب المصري وتتمنى وصوله إلى كأس العالم بينما أكدت هيفاء وهبي أن المنتخب المصري هو الوحيد القادر على تشريف العرب في المونديال الأهم. كل تلك التصريحات كانت سبباً في الهجمة الإعلامية القوية التي تواجهها الفنانتان من قبل الصحف الجزائرية التي طالبت بمقاطعتهما ومنعهما من دخول الجزائر أو تقديم أي حفلات غنائية، وتناولت الصحف تلك التصاريح بلغة ساخرة وعنوانين حادة فجريدة «الهداف» تناولت حديث نانسي عجرم بالكثير من التهكم بعنوان: «مطربة الإغراء تجدد مساندتها لمنتخب الساجدين»، ولم تكن الحال أفضل بالنسبة إلى هيفاء وهبي التي أكدت بعض الصحف الجزائرية أن أعضاء في البرلمان الجزائري طالبوا بمنعها من دخول البلاد عقب تلك التصريحات. وبينما رأى بعضهم بأن تلك التصريحات لا تتعدى كونها أخطاء أو زلات لسان لا يقصد بها الإساءة أو التحيز يرى آخرون في مثل تلك الخطوة لعبة إعلامية جديدة وذكية يقف خلفها مديريو أعمال يدركون جيداً كيف يتعاملون مع الإعلام، فالمطربتان ربما خسرتا جمهوراً جزائرياً، ولكنهما بالمقابل تمكنتا من كسب الإعلام والشعب المصري الذي سيتعاطف بشكل طبيعي مع الفنانتين، وهو ما يعني ضمان جماهيرية أكبر وهو بالتالي الهدف الذي سعى له من يقف خلف تلك الخطوة وتلك التصريحات.