القدس المحتلة، واشنطن - أ ف ب - عشية درس الجمعية العامة للأمم المتحدة «تقرير غولدستون» الخاص بالحرب الاسرائيلية على غزة، رفض مجلس النواب الاميركي التقرير واعتبره متحيزاً، وحض الرئيس باراك أوباما على رفض موافقة الأممالمتحدة على النتائج التي توصل اليها. في غضون ذلك، تحاول اسرائيل بشتى الطرق دفن التقرير الذي يتهمها بارتكاب «جرائم حرب» في غزة، إذ أعرب نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي امس في تصريح عن استنكاره لذلك، وقال: «ما من وقاحة تفوق هذا التقرير الذي صدر عن دول مشهود لها بانتهاك حقوق الإنسان». وأضاف: «ان جيشنا هو الأكثر أخلاقية في العالم»، مشيراً الى «مدونة الأخلاق» لدى الجيش الاسرائيلي «ومواصلته تطبيق معاييره الخاصة بغض النظر عن أي تقرير». ومنذ نشر التقرير منتصف ايلول (سبتمبر) الماضي، يقوم المسؤولون الاسرائيليون بحملة ناشطة ترمي الى ممارسة الضغط الديبلوماسي لحشد الدول الصديقة وإقناع المجتمع الدولي بدفن تقرير غولدستون. ونقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون قوله اول من امس ان «تفاهماً صامتاً» تم التوصل اليه مع الادارة الاميركية يقضي بأن تستخدم حقاً لنقض (الفيتو) ضد اي قرار لرفع «تقرير غولدستون» الى مجلس الامن. وأضافت ان وزارة الخارجية الاسرائيلية استدعت السفراء الاجانب اول من امس لمطالبة دولهم بالتصويت ضد أي مشروع قرار في الجمعية العامة للامم المتحدة من المقرر ان يصوت عليه اليوم. وأثناء اجتماع مع السفراء الأجانب في القدس، اعتبر يعالون ان تقرير غولدستون «يسيء ليس الى اسرائيل وحسب، وانما ايضاً الى كل دولة ديموقراطية وسلمية عليها ان تواجه الإرهاب». ورداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»، أشار مسؤول رسمي الى «ان الولاياتالمتحدة وفرنسا او المانيا مسؤولة عن سقوط ضحايا عندما تقاتل الإرهاب والقرصنة او عناصر خارجين على القانون، خصوصاً في العراق او في افغانستان». وحذر رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي من مغبة «معركة جديدة في قطاع غزة» بين قواته وحركة «حماس» كما حصل الشتاء الماضي. وقال: «سنواجه مجدداً قاذفات صواريخ مخبأة في مناطق من بين الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم. سنقاتل في القرى والمدن والمساجد والمستشفيات ورياض الأطفال والمدارس لأنها حرب يفرضها أعداؤنا علينا». وكان مجلس النواب الاميركيون اقر اول من امس بغالبية 344 صوتاً في مقابل 36 صوتاً قراراً يدعو «الرئيس (باراك اوباما) ووزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) الى رفض، ومن دون أي لبس، تقديم أي دعم او أي درس في المستقبل» للتقرير الذي وضعته اللجنة التي كان يترأسها القاضي الجنوب افريقي ريتشارد غولدستون. وبهذا، دعم مجلس النواب موقف ادارة اوباما التي تعتبر ان التقرير من شأنه ان يؤثر سلباً على عملية السلام. ووصف زعيم الغالبية الديموقراطية في المجلس ستيني هوير التقرير بأنه «غير متساو وغير عادل وغير صحيح». ومن بين الذين صوتوا ضد قرار مجلس النواب النائب براين بايرد الذي قال «ذهبت الى غزة وقرأت تقرير غولدستون بأكمله، ودعوني أقُل لكم انه يقول بعض الاشياء التي وان كانت مكروهة، هي صحيحة ولا يجوز اخفاءها». وجدد القرار التأكيد على الدعم الأميركي لإسرائيل، معتبراً ان قرار غولدستون «منحاز»، في وقت حذر معارضو التقرير من أنه على رغم ان قرار المجلس غير ملزم، فإنه سيضر بصدقية الولاياتالمتحدة كوسيط في مساعي السلام في الشرق الأوسط. يذكر ان «تقرير غولدستون» انتقد الجانبين في الحرب التي قتل فيها 1387 فلسطينياً و13 اسرائيلياً، لكنه كان اشد انتقاداً لإسرائيل، وأمهل اسرائيل و«حماس» 6 اشهر لإجراء تحقيقات تتمتع بصدقية والا واجهوا مقاضاة محتملة في لاهاي.