رأى وزير الطاقة القطري عبدالله العطية أمس ان من السابق لأوانه ان تتحرك «أوبك» لمواجهة التعديل النزولي الحاد في توقعات وكالة الطاقة الدولية للطلب العالمي على النفط، فيما أكد ممثل ايران لدى المنظمة محمد علي خطيبي ان من الممكن خفض انتاج «أوبك». وشدد العطية على هامش مؤتمر عن الطاقة في الدوحة على ان «من السابق لأوانه التحرك. علينا الانتظار والترقب»، فيما أفاد خطيبي في مقابلة نشرتها صحيفة «همشاهري»: «اذا تراجع الطلب قبل اجتماع اوبك «في ايار/مايو، فثمة امكانية لخفض انتاج المنظمة». وأكد العطية ان سعراً يراوح بين 40 الى 50 دولاراً لبرميل النفط يمثل «سعراً واقعياً للبرميل في ظل الأزمة المالية العالمية»، وأضاف: «إننا نتكلم عن الواقع وعلينا ان نكون واقعيين» مشيراً الى قلة الطلب على النفط في ظل الاوضاع العالمية الحالية. وكان العطية افتتح «منتدى الطاقة الدولي حول طرق معالجة العجز في الموارد البشرية في الصناعات النفطية»، ولفت في هذا الاطار الى أنه فيما «تقول منظمة الطاقة الدولية ان هناك انخفاضاً في الطلب على النفط ويتحدث الخبراء عن انكماش اقتصادي ويتوقعون الوصول إلى القاع خلال الفترة المقبلة، نحن نتكلم الآن بواقعية ولا نتعامل بالهروب إلى الأمام». وشدد العطية على ان «عام 2009 عام صعب جداً»، مشيراً الى ان الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة صعبة قد تكون الأسوأ، لكنه عبّر عن امله في ان يرى الاقتصاد العالمي النور في القريب العاجل في العام 2010 وأن ينمو أيضاً. وسئل عن رغبة الكويت في توقيع اتفاق مع قطر في مجال الكهرباء قريباً، فقال: «ان دول الخليج استثمرت بلايين الدولارات في بناء شبكة الربط الكهربائي، وهناك فائض من الكهرباء لدى بعض الدول من خلال تلك الشبكة وسيُباع هذا الفائض من خلال هذه الشبكة، مشيراً الى انه من خلال اتفاق الربط الكهربائي، ستكون هناك تجارة بيع وشراء كهرباء بين دول الربط». ولفت إلى ان محطة الغاز الطبيعي المسال القطرية الجديدة، وهي الأولى ضمن أربع محطات، بدأت العمل في شكل سلس بعد افتتاحها رسمياً في 6 نيسان (ابريل) الجاري. وأضاف ان لا علم له بأي مشاكل في عملية بدء تشغيل المحطة وهي الأكبر لمعالجة الغاز الطبيعي المسال في العالم. وأغلق خط الانتاج الرابع التابع ل «شركة قطر للغاز» الشهر الماضي بعد فترة قصيرة من تصدير أولى شحناته من الغاز الطبيعي المسال إلى الهند. ولم يتم حتى الآن تصدير الشحنة الثانية من الخط. وقال العطية: «لم أسمع عن اي مشكلات فنية. هذا أمر طبيعي بالنسبة الى بدء عملية التشغيل». وأمس هبط سعر الخام الأميركي الخفيف 79 سنتاً ليصل إلى 51.45 دولار للبرميل بعد ان أفادت وكالة الطاقة الجمعة الماضي بأن الطلب على النفط في 2009 سينخفض مليون برميل يومياً إضافية مقارنة بآخر توقع لها بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي، ما حجب التفاؤل ببيانات أظهرت ارتفاع واردات النفط الصينية إلى ثاني أعلى مستوى لها على الاطلاق، وفقاً لوكالة «رويترز». وكان أمس أول يوم للتداول في العقود الآجلة للنفط منذ الخميس الماضي عندما قفز الخام نحو ستة في المئة بفضل ارتفاع مؤشرات «وول ستريت» التي سجلت خامس اسبوع على التوالي من المكاسب. وهبط مزيج برنت 31 سنتاً إلى 53.75 دولار للبرميل في بورصة «انتركونتننتال» للنفط بينما ظلت معظم الأسواق الأخرى في لندن مغلقة بمناسبة عطلة عيد الفصح. وأعلن عضو المجلس الأعلى للبترول في الكويت خالد بودي ان الوقت الآن مناسب للاستثمار في مشاريع الطاقة نظراً لانخفاض كلفة أعمال التشييد والمواد الخام. ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا) عن بودي قوله ان الهبوط الأخير في الطلب موقت وهناك مؤشرات على ان الطلب والأسعار سيعاودان الارتفاع مرة اخرى على المدى الطويل.