يقول الاختصاصي الاجتماعي والمتخصص في الشؤون الأسرية عبدالله الضاوي: »عادة لدى بعض الأسر يكون شقيق الزوج هو البديل للزوج المتوفى، لكن الأرامل منهن من تقبل ومنهن من ترفض هذا الزواج، وللأسف وبمجرد الرفض تتغير المعاملة من العلاقات الحميمية والمشاعر المتدفقة والروابط الأسرية والزيارات المتبادلة إلى الجفاء وتبلد المشاعر والقطيعة، وربما النزاع والخصام الذي قد يصل أحياناً إلى ساحات المحاكم على الميراث، وأخرى على حضانة الأولاد، وأخرى بسبب رغبتهم بتزويجها لأحد أبنائهم، وتعد هذه صورة من صور المعاملة التي تجدها الأرملة من أهل زوجها بعد وفاة زوجها، فالمعاملة تنقلب من النقيض إلى النقيض، بعد أن كانت وداً وحباً واحتراماً وجمع شمل، تتحول إلى ما يشبه ساحات الحرب». ويضيف: »قانوناً وشرعاً، ليس من حق أهل الزوج المتوفى إجبار الزوجة على الزواج من أحد أبنائهم، فالحرية تُعطى للزوجة وهي من تقرر الزواج». ويشير إلى أن هناك صوراً ناصعة البياض، وهي كثيرة في مجتمعنا، فالأرملة وأبناؤها يحظون بالود والترحاب، والجميع يتسابق لإدخال البهجة والسرور والفرح إليهم، عرفاناً بمكانة الأب وتقديراً له، فلابد أن تحظى زوجته وأولاده بالرعاية والاهتمام تعويضاً لهم عن وفاة رب الأسرة، ويقول: »هناك عوامل عدة تتحكم في علاقة أهل الزوج بزوجة ابنهم وأولاده بعد وفاته، يأتي في مقدمها علاقة الزوج قبل وفاته بأهله، وأيضاً علاقة الزوجة بهم، فإن كانت جيدة تبقى كذلك، وأما إن كانت بخلاف ذلك فبلا شك تنعكس على المعاملة التي تتلقاها بعد وفاة زوجها من أهله». ويقول الضاوي الظروف المادية للعائلة »تؤثر بشكل أو بآخر سلباً أو إيجاباً، فإذا كانت العائلة في راحة من العيش ومتماسكة وذات خلق ودين انعكس ذلك على رعاية أسرة ابنهم المتوفى وزوجته وقضاء حوائجهم، عكس ذلك إذا كان المستوى المادي لأهل الزوج ضعيفاً يتعاظم الأمر، فإذا كان أهل الزوج فقراء والزوج المتوفى ترك ثروة فتبدأ الحرب في محاولة للاستئثار بجزء منها، ولكل قاعدة شواذ، فقد يكون أهل الزوج فقراء، ولكن يكنون لابنهم التقدير والاحترام، فيحاولون بكل ما يملكون إدخال السعادة والسرور على أرملة ابنهم وأبنائها».