أكد تقرير أصدرته مؤسسة «فاينانشال داينامكس» أمس، استمرار تفاؤل مؤسسات عالمية بآفاق انتعاش اقتصاد العالم، على رغم طفرة المؤشرات الأخيرة، ومخاوف من سحب الدعم الحكومي السخي للاقتصاد. وبني التقرير على نتائج استطلاع آراء مديري أكبر 150 صندوق استثمار عالمي في أميركا وبريطانيا والشرق الأوسط وآسيا، يديرون أصولاً مالية تناهز 2.5 تريليون دولار. ويهدف التقرير إلى تعريف مديري الشركات المدرجة أسهمها للتداول في البورصات العالمية، بتوجهات مؤسسات الاستثمار في العالم، ولفتها إلى أبرز القضايا المطروحة على الساحة الاستثمارية خلال عام 2010. ويركز التقرير على مجالات رئيسة ثلاث: مستوى ثقة المستثمرين، التوجهات الاستثمارية تبعاً للمناطق الجغرافية وأهمية تنظيم أسواق الأسهم العالمية. وأعرب أكثر من 75 في المئة من المشاركين في الاستطلاع عن اعتقادهم بأن آفاق أسواق الأسهم العالمية لعام 2010 تتراوح بين المحايدة والإيجابية، عل اعتبار أن المحفز الرئيس لتزايد ثقة الأسواق يتمثل في الحِزَمِ الكبيرة لشتى أشكال الدعم الحكومي حول العالم. وأشار المستثمرون إلى خشيتهم من سحب تلك الحوافز، بناء على قرارات قمة مجموعة الدول العشرين. وتفاوتت الآراء في شكل ملحوظ حول آفاق القطاع المالي، فتراوحت بين اعتباره القطاع المفضل للاستثمار والأقل تفضيلاً. وفي حين أكد معظم المشاركين في الاستبيان، ثقته بانتعاش قطاعي الرعاية الصحية والتكنولوجيا، اختلفت الآراء حول القطاع المالي وجاءت أسهم شركات السلع الاستهلاكية الأقل تفضيلاً. وكان المشاركون من آسيا ودول حوض المحيط الهادي الأكثر تفاؤلاً بين المشاركين في سائر مناطق العالم، بينما كان المستثمرون البريطانيون الأكثر تشاؤماً على الإطلاق. وأكد 80 في المئة من المشاركين في الاستطلاع، أن منطقة آسيا ودول حوض المحيط الهادي هي الوجهة المفضلة لاستثماراتهم، تليها الولاياتالمتحدة. وحافظ المشاركون على تشاؤمهم إزاء آفاق شركات أوروبا الغربية والشرقية والمملكة المتحدة، فأكد 73 في المئة منهم أن وجود هيئات تنظيمية قوية، يشكل عنصراً أساسياً في صنع قراراتهم الخاصة بالاستثمار في الأسواق العالمية. وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «فاينانشال داينامكس» شارلز واتسون، إلى أن نتائج التقرير تنصح المشاركين بالتخطيط للبرامج الاستثمارية لعملائهم من منظور عالمي لا يركز على أسواقهم المحلية الضيّقة، لكنه يستفيد أيضاً من الأسواق الأكثر سيولة وحيوية ونشاطاً في العالم. أما بالنسبة إلى آفاق 2010، فواضح أنه على رغم ارتفاع ثقة المؤسسات الاستثمارية في شكل كبير منذ بداية السنة الحالية بتحسن الاقتصاد العالمي، إلا أن الأسواق تفرض وفي شكل متزايد، أساسيات اللعبة الاقتصادية ولا تركن إلى المشاعر والتوجهات فقط.