أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي ل«الحياة» أن التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون حول الحج هذا العام هي «ادّعاءات لا أساس لها في الدين الإسلامي، وأن الجدال حول ممارسات ضد الحجاج الإيرانيين هو أمر مدهِش ومستغرَب، راجياً ألاّ تستمر هذه التصريحات والنقاشات التي لا تُفضي إلى وحدة الأمة الإسلامية المرجوة من فريضة الحج». من جهة أخرى، أصدر مجمع الفقه الإسلامي الدولي بياناً موجهاً إلى حجاج بيت الله الحرام تزامناً مع توافدهم إلى الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج، جاء فيه «أن على الحجاج أن يستشعروا قدسية المكان وحرمة الزمان، وأنهم ما قدموا إلى الحج إلا لغايتين، هما شهود المنافع للأمة وللأفراد والمشاركة فيها، وذكر الله في أيام معلومات، وتجنب الفرقة والشحناء والبغضاء التي تضعف من عزيمة الأمة، وتجعلها هينة أمام عدوها، فتهتم بقضاياها وتحرص على مواجهة ما تتعرض له من مشكلات وتحديات». وشدد بيان المجمع الفقهي على أن الاهتمام بقضايا الأمة بحثاً وتشاوراً وتعاوناً وإن كان داخلاً في شهود المنافع لا يكون إلا من خلال علماء الأمة ومتخصصيها ومن خلال الإجراءات المعتمدة والنشاطات المتاحة، بعيداً عن زرع الفتن وإثارة الخلافات وترديد الشعارات والإساءة إلى الحرم الأمن وإزعاج ضيوف الرحمن الذي قطعوا المسافات ليذكروا اسم الله في أيام معلومات أو التشويش عليهم بدافع الأهواء الضيقة والمصالح المذمومة. وورد في البيان «أن من الواجب أن تُستشعر أهمية حفظ الأمن في ربوع تلك الأماكن، حتى يتم أمر الحج والعمرة في يسر وطمأنينة، فعلى الحاج أن يعلم ما لهذه الأماكن من قدسية وما يجب عليه تجاهها من إجلال واحترام، وما ينبغي أن يكون عليه من تذلل وخشوع، حتى يتمتع الكل بالأمن والأمان اللذين لا يقتصران على البشر، وإنما يشملان كل ما في الحرم من حيوان وطير وشجر، فمجرد تنفير الصيد أو قطع الشجر يعد تعدياً على أمن تلك الأماكن». وذكر البيان «أن على الحاج أن يعلم أنه يحرم عليه مطلقاً الإتيان بأي قول أو فعل يعكّر صفو هذا الاجتماع، ويزعزع الأمن فيه، ويمنع من تحقق السكينة والطمأنينة، وأن في استحداث أي أمر من الأمور المفسدة لحكمة الحج والمخالفة لأحكامه يعتبر إبعاداً له عما شُرع له، وصداً للناس عن القدوم لأدائه، وهو ما يعد من الجرائم المغلّظة والبدع المضلة». وطالب مجمع الفقه الإسلامي الدولي الحاج بأن يلتزم التعليمات المنظمة لأمور الحج والتي تهدف إلى تسهيل أمره، وأن ذلك ينعكس على الحجاج، وأن أي تعدٍّ على أحد من الحجاج، وأي إخلال بسلامة الحج وأمنه يعتبر تعدياً على حرمة الزمان والمكان. وثمّن المجمع الفقهي الجهود التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تنظيم شؤون الحج وخدمة الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة بما يمكّن الحجاج والزوّار من أداء هذا النسك العظيم بكل يسر وسهولة.