خلّص ماجد الشاملي المصلين من هم الانتظار، عندما وجد أن خطيب الجامع الذي يصلي فيه صلاة الجمعة لم يأتِ على رغم مرور 40 دقيقة على موعد أذان الجمعة، مقرراً أن يقوم هو بهذه المهمة. لجأ الشاملي إلى التقويم الهجري (الروزنامة الموضوعة بجانب المحراب)، وتصفح ما كتب على ظهور أوراقها خلال عشر دقائق، وحاول ترتيب أفكاره، قبل أن يتجرأ ويصعد المنبر، طارحاً السلام على المصلين. بدأ خطبته بالمقدمة التي حفظها عقله الباطن «لا إرادياً» من كثرة تكرارها، وفي يده بعض أوراق الروزنامة التي كتب عليها بعض الأحاديث، التي حاول الاستشهاد بها والتعليق عليها وربطها بواقع الحال، مع قليل من التلعثم والارتباك. عندما يتذكر الشاملي هذا الموقف يبتسم، متمنياً ألا يتكرر، يقول: «لقد كانت تجربة مختلفة، قررت تخليص الناس من الانتظار، واحتواء الخطأ الذي ارتكبه الخطيب بعدم حضوره». ويضيف: «لم أجد أمامي خياراً، سوى الاعتماد على الروزنامة، لذكر الأحاديث من دون خطأ، فليس من المعقول أن أخطب بالناس وأخطئ في الأحاديث، إضافة إلى انها ساعدتني في طرح أفكار متعلقة بما فيها من معلومات». وينتقد الشاملي الخطيب الذي لم يحضر ويلومه بشدة، متسائلاً: «إلى يومنا هذا، لا أعرف إلى أي حد كان من الممكن أن ينتظر المصلون الخطيب؟» من جهته، يروي المواطن حمد إبراهيم حكاية مشابهة تؤكد «صعوبة إيجاد جماعة المسجد لأي حل ممكن في حال غياب خطيب الجمعة ما عدا تكليف أحد المصلين بإلقاء خطبة مرتجلة». وتابع: «في إحدى المرات تغيب الإمام لظرف طارئ جداً، وتم إحراج أحد طلبة العلم الحاضرين في المسجد، فلم يكن منه إلا أن قام بإلقاء خطبة سريعة مستقاة من مجموعة الأذكار النبوية الخاصة بالصباح والمساء، وعقب الصلاة أتبعها بتوضيح الأدعية المسنونة في الصلوات، إضافة إلى قراءة أدعية الاستخارة والكرب ودخول الخلاء والخروج منه ودخول البيت ولبس الثوب وغيرها، ما أظهره في موقف حرج، وتأكد معه وجوب إيجاد حل لهذه المشكلة ولو من باب خط هاتف مفتوح وخطباء مستعدين لحالات الطوارئ».