كشفت نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز عن نية الوزارة إسناد تقويم التعليم إلى جهة خارجية، مشيرة إلى أن بداية العام المقبل ستشهد تطبيق امتحان قياس وتقويم للمعلمات. وقالت خلال «اللقاء المهني الأول للتقويم الشامل والاعتماد المدرسي» الذي عقد في مدارس المملكة بالرياض أمس: «لدى الوزارة فكرة في وضع جهة خارجية لمتابعة تقويم التعليم، بهدف بناء إطار فكري تربوي جديد قادر على التعامل بكفاءة مع الواقع المتغير، والتفاعل مع كل تطور تربوي مستقبلي». وأضافت ان الوزارة ستطبق بداية العام المقبل امتحان قياس وتقويم للمعلمات ليتم اختيار الكوادر التربوية القادرة على قيادة التغيير وتحقيق النقلة النوعية في التعليم العام، مع تطوير بيئات التعلم، والمناهج الدراسية وبرامج التنمية المستدامة للمعلمين والمعلمات. وطمأنت مديرات إدارات للتقويم الشامل أبدين تخوفهن لعدم الأمان الوظيفي والتهميش من مديرات المدارس، وقالت: «نثمن الجهود الكبيرة التي يبذلها الزملاء والزميلات في إدارة الجودة والتقويم الشامل سواء في الوزارة أو في الميدان، لإيماننا بأهمية التعرف على أثر كل ما تم التخطيط له وتنفيذه، والحكم على جودة أداء المؤسسات التعليمية، وبالتالي إحداث التغييرات التربوية المطلوبة، التي ستسهم بشكل مباشر في تغيير ثقافة المدرسة، وأدائها ذاتياً، ونحن حريصون على تحليل عوامل التفوق أو القصور وتقويم النتائج المتحققة». وأكدت الفايز أن الوزارة تعمل جاهدة من أجل تطوير أداء العمل الجماعي وتنمية مهارات الطالبات، معترفة بوجود قصور في فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، «إلا أننا نسعى للنهوض خصوصاً أن موازنة الوزارة جيدة». من جهتها، أكدت مديرة التقويم الشامل والجودة الدكتورة فايزة أخضر وجود فجوة بين أداء المدارس وما نطمح إلى تحقيقه، مشيرة إلى أنه لقياس أبعاد تلك الفجوة لا بد من وجود معايير ذات مواصفات دقيقة تعنى بإجراء هذا القياس. وأضافت أن التقويم الشامل يمتلك المعايير والمؤشرات المتفق عليها عالمياً التي تمكن من قياس أداء المدارس والتعرف على فرص التحسين ومواطن القوة. ولفتت إلى أن الهدف من هذا اللقاء تقويم تجربة التقويم الشامل في تعليم البنات بعد مرور خمسة أعوام على إنشائه، بهدف تطوير آلياته ومعاييره من أجل تهيئة المدارس للاعتماد التربوي، خصوصاً أن الوزارة عملت على استقطاب خبرات أجنبية مثل خبيرة من المملكة المتحدة التي أنشأت هيئة الاوفستد لمراقبة التعليم، لتقويم تجربة المملكة ووضع تخطيط استراتيجي لعملية التدريس والإدارة المدرسية والموارد البشرية والتنظيم الإداري والبيئة المدرسية والتفاعل مع أولياء الأمور، والتنظيمات والتعليمات الخاصة بالتعليم الأهلي، إضافة إلى استقطاب رئيسة مفتشي الاوفستد سابقاً والمستشارة التعليمية حالياً في مجال تقويم الجودة الخبيرة جولي قرمشو لاطلاعها على سير العمل الميداني. وتابعت: «على رغم الكثير من العوائق التي فرضتها ظروف المرحلة التي مررنا بها، إلا أننا بذلنا كل ما نستطيع لتطبيق خطتنا وكان آخرها الانتهاء من برنامج التقويم الذاتي للمدرسة الذي يتم عن طريق استطلاع آراء كل من الطالبات والمعلمات ومديرات المدارس وأولياء الأمور لرصد فرص التحسين ومواطن القوة في العملية التعليمية ثم ربط النتائج ومقارنتها بنتائج التقويم الشامل وبعد اعتماد برنامج التقويم الذاتي سنهيئ مدارسنا لتطبيقه». ولفتت إلى أن ورشة عمل ستقام لاحقاً عن التقويم الذاتي للمدرسة ومعاييره ومؤشراته وآلياته. وتحدثت مديرة إدارة التقويم الشامل في منطقة الرياض عواطف الحارثي عن الحاجة إلى تأهيل البيئة الصحية المناسبة والمقاصف المدرسية، والطالبة تأهيلاً جيداً وتنمية موهبتها في الحوار والثقافة لتخريج أجيال قادرة على العطاء. وشددت على أهمية توحيد الجهود، «على رغم وجود بعض المدارس الجيدة إلا أن هناك مدارس سيئة، لذلك لا بد من توحيد الجهود».