اعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو اتفاقاً تركياً مع اقليم كردستان العراق على «رؤية سياسية وامنية واقتصادية مشتركة ترتكز على التكامل الاقتصادي والحوار السياسي والتواصل الاجتماعي والاحترام المتبادل» فيما عبر رئيس الاقليم الكردي مسعود بارزاني عن تثمينه للخطوات التركية فيما يخص الاكراد داعياً لان يكون اقليم كردستان ممراً تركيا لباقي انحاء العراق. وقال داود أوغلو، في مؤتمر صحافي عقده مع بارزاني، بعدما افتتاحه قنصليتين تركيتين في الموصل واربيل بعد البصرة، ان العراق يشكل نقطة استراتيجية وطريقا الزاميا لعلاقات بلاده مع دول الخليج. وقال: «نريد أن نبني شرق أوسط جديداً بالتعاون بين جميع شعوب ومكونات المنطقة» مشيراً الى ان «العراق بالغ الاهمية بالنسبة الينا، وما يهدد امنه هو تهديد لنا (...) نحن بوابتكم لاوروبا وانتم بوابتنا للجنوب، لدول الخليج عبر البصرة (...) ولتغيير الواقع الراهن في المنطقة نحتاج الى مساعدة الكرد». وأضاف أن «الارهاب هو العقبة الوحيدة التي يمكن ان تعرقل تحقيق اكبر قدر من التعاون والمصالح بين البلدين»، في اشارة الى «حزب العمال الكردستاني» الذي يقيم معسكراته في جبال قنديل شمال شرقي اقليم كردستان. واعتبر بارزاني أن «قرار فتح القنصلية التركية في أربيل عامل مهم لتطوير العلاقات»، مشيرا الى «أن المنطقة تمر بظروف حساسة وتركيا لها دور مهم جداً ويهمنا أن تتعزز علاقاتنا معها»، موضحاً إن «اقليم كردستان يمكن أن يكون ممراً لتركيا الى باقي مناطق العراق نظرا لاستتباب الأمن والاستقرار فيه». ونوّه بارزاني ب»خطوات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وسياساته نحو انفتاح ديموقراطي» وشدد على ان اكراد العراق يرفضون العنف، مشيراً الى ان «العنف سينتهي بأسرع ما يمكن ولن يريق الشبان الأتراك ولا الأكراد المزيد من الدماء». ووعد بتقديم كل ما يمكن من أجل انجاح هذه المسيرة التركية التي تمتد في احد تفاصيلها للضغط على عناصر حزب العمال الكردستاني من أجل القاء السلاح والعودة الى الوطن. وتجنب بارزاني اعطاء وعود مفصلة في هذا الشأن، لكن نجيرفان بارزاني رئيس وزراء حكومة اربيل السابق والقيادي البارز في حزب الديموقراطي الكردستاني قال «أن كل ما يهدد امن تركيا انما يهدد امن العراق واقليم كردستان والعكس صحيح»، في اشارة سياسية الى نية الاقليم دعم المخطط التركي بتفاصيله الامنية. وكان داود اوغلو اوضح خلال لقاء خاص مع بارزاني أن تركيا تعمل على ثلاث مسارات لتصفية حزب العمال الكردستاني اولها داخلي في تركيا والثاني في اوروبا حيث الدعم المالي والاعلامي للحزب والثالث في شمال العراق حيث طلب دعم الاقليم فيه وحصل على وعد بتقديم الدعم الممكن. وكان الوزير التركي وصل بحث قبل ذلك مع محافظ نينوى اثيل النجيفي وسط اجراءات امنية مشددة امكانات الاستثمار التركي في المحافظة والاشكالات السياسية فيها. وتعتبر زيارة الوزير التركي الى الاقليم الكردي اهم خطوة على طريق التطبيع السياسي الكامل معه من دون تحفظ والتخلي ولو مرحليا عن هواجس اقامة دولة كردية او انفصال الاقليم عن العراق، في ظل معارضة انقرة أو تحفظها عن ضم كركوك الى اقليم كردستان.