انطلقت في الخرطوم المسابقة الختامية لمهرجان «ميلاد الأغنيات» في نسخته الثالثة التي تنظمه مؤسسة «أروقة» للثقافة والعلوم بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب. ويشهد مسرح مركز «شباب أم درمان» هذه الأيام تنافس نحو 100 مطرب ومطربة من 9 مراكز شبابية. ورصدت إدارة المهرجان لهذه الدورة التي تأتي تحت شعار «فلنغنِ للوطن» 26 جائزة، وصلت موازنتها الى حوالى 720 ألف جنيه سوداني (340 ألف دولار) توزع في الليلة الختامية في الرابع من الشهر الجاري في قاعة الصداقة. وقال رئيس مؤسسة «أروقة» السَموأل خلف الله إن المهرجان جذب المزيد من الأصوات في هذه الدورة وتقدم لمسابقته التمهيدية نحو 500 مطرب ومطربة، انتخب 100 منهم للمنافسة الختامية بمشاركة 300 عازف وعازفة. واعتبر أن ذلك يؤكد نجاح المهرجان، مبيناً ان الهدف هو تحفيز المطربين على تقديم أغنيات جديدة مبدعة، كاشفاً عن رفع قيمة الجائزة الأولى إلى 60 الف جنيه (نحو 26 الف دولار). واللافت في المسابقة إضافة الى جائزتها الكبرى، مشاركة العديد من الأسماء المعروفة مثل المطرب الهادي الجبل الذي فاز بجائزة الدورة الماضية، ومجذوب أونسة، وأسرار بابكر وسواهم، إلى جانب شبان وأطفال بعضهم يغني للمرة الأولى على المسرح. وفيما تغنّت الأعمال المقدمة في غالبيتها بالوحدة بين شمال السودان وجنوبه، تنوّعت إيقاعاتها لتشمل المردوم والتمتم والدليب ممثلة الثقافات المتعددة في البلاد شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً. وغلبت عامية وسط السودان على كلمات الأغنيات. كما قُدمت أغنيات بالفصحى، والقليل باللهجات المحلية الأخرى. وعلى رغم بلوغ المهرجان دورته الثالثة، إلا ان البعض يرى انه لم يضف الكثير إلى الساحة الغنائية، قياساً الى مهرجانات غنائية شهدتها الخرطوم في الثمانينات، وهو ما قاله الناقد مصعب الصاوي في حديثه الى «الحياة». وأضاف: «ليلة الواعدين التي قدمت في الثمانينات عثمان الأطرش ومصطفى سيد احمد، وتاور وسواهم... لا زالت راسخة في ذاكرتنا. وأغنيات أولئك المطربين لا زالت تتردد. لكن ما قدم في مهرجان «ميلاد الأغنيات» لا احد يذكره». وأفاد أن المهرجان يحتاج الى دعم إعلامي أوسع، والى خطّة تسويق مهمة لأن أغنيات المشتركين فيه غائبة عن السوق. ويربط الصاوي المهرجان بمناسبات غنائية أخرى ظهرت أخيراً. وأضاف: «المؤسسات الرسمية والأهلية باتت لا تعرف غير الغناء على رغم أن حاجتنا للدراما مثلاً أكبر، وفي ذلك استسهال غريب وتجاهل لما نحتاجه فعلياً». أما المحرر الفني طاهر محمد علي، فيرى ان للمهرجان أهميته. لكنه ينتقد الجمع بين المحترفين والناشئين سواء المطربين أو الشعراء، على اعتباره غير منصف. وقال: «في الواقع ما نحتاج إليه ليس الأغنيات إنما الأصوات الشابةالجديدة. فالأغنيات الجديدة تتكفل بها شركات الإنتاج لكن المهرجانات عليها تقديم الأصوات الجديدة». وإضافة الى مهرجان «ميلاد الأغنيات» الذي تدعمه الدولة منذ ثلاث سنوات، شهدت الخرطوم مهرجانات للغناء والموسيقى في التسعينات، لكنها لم تستمر، وأبرزها مهرجان الخرطوم الدولي للموسيقى. وأخيراً كثرت المسابقات الغنائية لكن عبر الفضائيات وإذاعات ال «أف أم»، وأبرزت العديد من المطربين والمطربات.