على رغم إقرارهم بعدم وجود دليل شرعي يجيز قرار إغلاق المحال وقت الصلاة، إلا أن مواطنين اختلفوا بين مؤيد ومعارض ل «الإغلاق»، وقالوا إنه «مستحدث» ولم يُطبق في عهد الخلفاء الراشدين أو في الدول الإسلامية التي جاءت على أثرهم. وتعارض ريم الشمري وهي موظفة في القطاع الخاص، «إقفال المحال خلال أوقات الصلاة خصوصاً إذا كان العاملون فيها غير مسلمين»، موضحة أن «المدة الزمنية بين صلاتي المغرب والعشاء لا تكفي لإنجاز أي عمل خصوصاً أن بعض المحال لا تفتح أبوابها الا بعد انتهاء الصلاة ب 20 دقيقة». ويقول علي الدوسري موظف في القطاع الصحي، إنه يؤيد إقفال المحال عند الأذان «لأن لكل فريضة وقتاً تؤدى فيه». ولاحظ أن من «فوائد إغلاق المحال، أنها تنظم حياة الإنسان». إلا أن الدوسري لم ينكر أن النص الشرعي منع البيع بعد الأذان الثاني من صلاة الجمعة فقط، وليس خلال الصلوات كافة، موضحاً، «لكن على رغم هذا فالناس هنا اعتادوا منذ عقود على إغلاق المحال، باعتبار أن السعودية قبلة المسلمين». ونادى محمد الشهراني وهو معلم في المرحلة الابتدائية ب «الضرب بيد من حديد على من يخالف قرار إغلاق المحال وقت الصلاة»، معتبراً هذا الأمر فيه مخالفة لنظام البلاد وإشغال عن الفريضة. ويشير تركي المطيري (30 عاماً) وهو موظف حكومي، إلى أنه «منذ صغره كان يظن أن قرار الإغلاق يستند إلى نص شرعي، الا أنني لا أبالغ لو أقول إنني صدمت حينما قرأت وعرفت أن هذا القرار لم يطبق إلا قبل مولدي بسنوات، ولم يطبقه المسلمون الأوائل الذين كانوا وبشهادة الرسول عليه الصلاة والسلام، أكثر حرصاً منا على الدين بمراحل». ورأى أن السماح بفتح المحال خلال أوقات الصلاة نعمة «يعرفها من سافر إلى أي بلد خارج السعودية، حيث الناس يستطيعون الخروج في أي وقت للتبضع». ولفت إلى «الأسواق التي تمتلئ بالنساء والأطفال الجالسين على الأرصفة في انتظار أن تعاود المحال فتح أبوابها بعد انتهاء الصلاة بربع ساعة على الأقل»، موضحاً: «حتى المصارف ومحال بيع السلع الغذائية تقفل أبوابها قبل الأذان بنحو نصف ساعة أو 20 دقيقة على الأقل». من ناحيتها، قالت سارة السعيد طالبة في جامعة الملك سعود ان التزام سياسة إغلاق المحال «عند كل فرض تعكس للآخرين من العاملين القدوة الحسنة في أداء الصلاة في أوقاتها». فيما قالت زميلة لها (فضلت عدم ذكر اسمها): «إنه لا ضرورة لإغلاق المحال، وأن يكون هذا الأمر اختيارياً وليس إلزامياً». ولاحظت «أن إقفال المحال لا يجعل الإنسان يصلي، بل هذا أمر يأتي بمبادرة من الشخص وما يمليه عليه دينه».