أفتح بريدي الإلكتروني كل صباح وأجد انني استفقت على ثروة لم أرها في أحلامي، فكل يوم يتدفق المال عليّ، وأمس مثلاً كانت هناك رسالة عنوانها «تعال يا بيبي (حبيبي) خازن» تعدني بالثروة من طريق التجارة الإلكترونية، ورسالة من الجنرال عليو محمد تعرض عليّ ورثة ناس لا أعرفهم والشرط الوحيد أن أقبل، ورسالة أخرى تحمل اسم شركة سيارات بي أم دبليو وتقول انني كسبت 750 ألف جنيه استرليني. وكان هناك مبلغ محدد عرضته عليّ غيل وليامز التي لم أكن أعرف أن لي علاقة بها، وقدره 867.454 جنيهاً أتسلمها من طريق السير ريتشارد سميث الذي لا أعرفه أيضاً. ما سبق خرافة، لذلك أبقى في عملي «الهباب» مع السياسة العربية، أما الحقيقة فعندي مختارات منها اليوم من حول العالم: - معاهدة لشبونة لم تقر بعد مع استمرار معارضة تشيخيا بعض مواد دستور الاتحاد الأوروبي، غير أن توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، يبقى المرشح الأبرز لرئاسة الاتحاد، على رغم تراجع حجم التأييد الذي كان له قبل أشهر فقط. هذا الأسبوع شهد آخر المناورات حول الترشيح، فقد أيد بلير علناً خليفته في رئاسة الوزارة البريطانية غوردون براون، ولكن خفّت حماسة نيكولا ساركوزي وسيلفيو برلسكوني له، خشية أن يقفا في صف الخاسر. والرأي الغالب الآن أن الاتحاد الأوروبي بحاجة الى مرشح من احدى دوله الصغيرة لا يسبب انقساماً بين الأعضاء. رأيي ان انتخاب بلير سيكون اهانة لضحايا حرب العراق، فهو تواطأ مع جورج بوش في تلفيق أسباب تلك الحرب، ولم يعتذر أو يتراجع حتى اليوم. والعدالة تقضي أن يحاكم بوش وبلير وبقية عصابة الحرب أمام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي لا أن ينتهي بلير رئيساً للاتحاد الأوروبي، ففوزه يعني حكم البراءة من جريمة ثابتة عليه. - إذا كان بلير سيئاً فالسناتور جو ليبرمان أسوأ منه بمراحل، فهو يمثل اسرائيل في مجلس الشيوخ الأميركي ويعمل لها وحدها ويقدم مصلحة دولة الجريمة الفاشستية على مصلحة «بلاده». ولا أذكر انني سمعت خبراً عنه إلا وكان يعكس حقارة سياسته. حزبه الديموقراطي نبذه وفاز بمقعده في ولاية كونتكت كمستقل وعاد ليصوّت مع الحزب كديموقراطي مستقل، إلا أنه أخيراً وقف ضد قانون الضمانات الصحية وهدد بتعطيله لأنه إذا صوّت ضده لا تعود للديموقراطيين غالبية المقاعد الستين في المجلس المؤلف من مئة مقعد. هل هناك شخص في السياسة الأميركية أكثر رياءً من جو ليبرمان؟ السؤال ليس منّي بل من الأميركي روبرت شير في مقال منشور يذكرنا كاتبه بأن السناتور الذي يزعم ان الضمانات الصحية تزيد الأعباء المالية على دافع الضرائب هو السناتور نفسه الذي أيّد كل إنفاق سابق حتى أفلست الخزينة الأميركية، وأنه السناتور الذي أيّد كل مرة زيادة النفقات العسكرية حتى بلغت موازنة وزارة الدفاع 680 بليون دولار في السنة. ما أزيد أنا هو أن ليبرمان أيد كل سرقة اسرائيلية من الأموال الأميركية تحت اسم «المساعدات» الاقتصادية والعسكرية، ويعارض الآن الضمانات الصحية و47 مليون أميركي يفتقرون اليها لأن اسرائيل، بمساعدة ليبرمان وأمثاله تسرق المواطن الأميركي. - وأختتم بخبر تابعته قبل 30 سنة، وهو يقترب من نهايته الآن، فقد وافق رون سميث على دفن رفات ابنته الممرضة هيلين التي قتلت في حادث سقوط من على شرفة في جدة خشية أن يموت ومطلقته وجثتها محفوظة في مختبر للتشريح في انكلترا. الوالد أصر ولا يزال على أن ابنته راحت ضحية جريمة، والتفاصيل معروفة، فقد كانت هيلين في حفلة أقامها الطبيب ريتشارد ارنوت وزوجته بيني وسقطت من شرفة الشقة مع البحّار الهولندي يوهان اوتن، خلال وصلة غرام وقتلا. كنت في لندن رئيساً لتحرير «الشرق الأوسط» في أيار (مايو) 1979 عندما وقع الحادث، إلا أنني كنت أيضاً أشرف على مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والتسويق بعد أن رأست تحرير «عرب نيوز» في جدة وكلفت مراسلاً أميركياً يعمل مع «عرب نيوز» أن يتابع الخبر، وكان ان ريتشارد ارنوت طلّق زوجته بيني، ووقع المراسل جون كلوز في غرامها وتزوجها وانتقل معها الى أميركا ثم انتهى هذا الزواج بالطلاق أيضاً. بين التفاصيل المثيرة الأخرى ان جون كلوز هو ابن راي كلوز الذي اكتشفنا في حينه انه عمل لوكالة الاستخبارات المركزية ثم استقال ليعمل رئيس شركة صناعية في جدة وتقاعد بعد ذلك وعاد الى بلاده، ولا سرَّ في ما أكتب، فهناك حوالى مئة ألف خبر عن الرجل على موقع غوغل. وستدفن هيلين سميث المسكينة الشهر المقبل ويطوى حادث عمره 30 سنة.