طالب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ بانتهاج «التجديد الجريء» في تربية الأبناء، مع الحفاظ على الثوابت والأصول. وقال في افتتاح ندوة «ماذا يريد الأبناء من الأبناء؟» التي نظمتها «مؤسسة المسلم» في قاعة نيارة بالرياض مساء أمس: «إذا كان الناس يتغيرون والنفوس تختلف والآفاق تتوسع، فعلينا أن نكون في مقام التجديد الجريء مع الحفاظ على الثوابت والأصول». وتابع: «يجب أن نعدد في النظرة وننوع في الدراسات حتى نكون في تعاطينا متنوعين في الدراسة والأثر والنتيجة، لذا لابد أن نبتعد عن الانغلاق». وحثّ على النهضة الشاملة التي تأخذ بالشريعة، مشيراً إلى ضرورة رسم صورة مستقبلية راشدة. مشدداً على أن الشريعة تهتم بالواقع ولا تتعداه: «علينا أن نهتم في التربية بالواقع ونبتعد عن الخيال». وكشف عن تنظيم وزارته لمؤتمر توجه فيه دعوات إلى القائمين على المواقع الإلكترونية الإسلامية لبحث ما يتعلق بتلك المواقع. من جانبه، أوضح المشرف العام على موقع مؤسسة المسلم الدكتور ناصر العمر أن من أقوى أسس قوة المجتمعات هو استقرار الأسرة، وندرة المشكلات البيتية والعائلية. وأضاف أن الانفتاح العالمي، وهبوب أعاصير المؤثرات الغريبة عبر وسائل الإعلام الأممية، وتسمم الأجواء بثقافات وافدة، أدى إلى حدوث مشكلات ومعضلات عدة، ومنها ما يمس العلاقة بين الأبوين والأبناء بعدم فهم بعضهم البعض، وفقد آليات الحوار والإقناع عند التنازع حول الرغبات المتبادلة، فظهر اختلال في بعض الأسر بسبب تلك الأزمة، وإن لم تكن في مستوى الظاهرة. وأشار إلى أن ذلك أدى إلى مفاسد لا تنكر، وأصبح بعض الأبناء لا ينظر إلى أبيه نظرة تأثر وقدوة وتلقي، فاستغل الأعداء والخصوم والمتربصون هذه الثغرات، وتمكنوا من صياغة عقول بعض الأبناء بعيداً عن المنهج السوي الذي تربى عليه، فنشأ شباب ركبوا موجة الإفراط أو التفريط أو الغلو أو الجفاء مما هو غريب على المجتمع والأمة. وشدد العمر على أن التصرفات السلبية مضرة داخل الأسرة والمجتمع والوطن، بعي دة عن منهج الوسطية والاعتدال والاستقامة الذي تربى عليه مجتمعنا وفق المنهج القرآني (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً). وألقى الشاب محمد السرحاني كلمة الأبناء، جاء فيها: «والدي الحبيب... كان في ما مضى في زمانك: في كل عقد من الزمان يخرج جيل كما يقال، متقارب التفكير والهموم والطباع، واليوم يا أبتاه تغير الحال، صدقني ان كل سنة يخرج جيل ولا تعجب إن قال غيري يخرج جيلان في السنة الواحدة بفضل ثورة الاتصالات والإعلام والمعلوماتية ومن يغفل عن متابعة عجلة الحياة شهرين، سيكون من الجيل السابق، عليه أن يغير شيئاً من قناعاته، ليلحق بالجيل اللاحق وإلا سيكون من الجيل القديم».