واشنطن - رويترز، أ ف ب - لم يفسح وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر أمس مجالاً لاستيعاب انعكاسات تحقيق الولاياتالمتحدة نمواً إيجابياً خلال الفصل الثالث من السنة، بل طوّق إحصاءات وزارة التجارة مؤكداً أن الانكماش في بلاده «لا يزال قوياً وقاسياً» ويطاول ملايين الأشخاص، على رغم تأكيد تحسن معدل النمو، بحسب التقدير الرسمي للناتج الداخلي في الفصل الثالث. وأظهرت بيانات أمس أن الاقتصاد الأميركي سجل نمواً في الربع الثالث للمرة الأولى خلال سنة، في ظل انتعاش إنفاق المستهلكين والاستثمار في بناء منازل، ما ينهي في شكل غير رسمي أسوأ كساد شهدته الولاياتالمتحدة منذ 70 سنة. وأعلنت وزارة التجارة في أول تقدير للناتج المحلي خلال الربع الثالث، أن الاقتصاد نما بمعدل سنوي بلغ 3.5 في المئة، في أسرع وتيرة منذ الربع الثالث من العام 2007، بعدما انكمش 0.7 في المئة بين نيسان (ابريل) وحزيران (يونيو). وجاءت وتيرة نمو الناتج المحلي - الذي يقيس إجمالي إنتاج البضائع والخدمات - أعلى من توقعات السوق، مسجلة نمواً بلغ 3.3 في المئة. وكان الاقتصاد سجل نمواً للمرة الأخيرة، في الربع الثاني من العام 2008، فيما كان الانتعاش الذي سجله في الربع الثالث واسع النطاق وعززته مكاسب قوية في معدل إنفاق المستهلكين والصادرات والاستثمار في بناء المنازل. وسجل إنفاق المستهلكين الذي يمثل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي في الولاياتالمتحدة، ارتفاعاً نسبته 3.4 في المئة في الربع الثالث، هو الأسرع منذ الربع الأول من العام 2007. وقفزت الاستثمارات في المساكن - التي كانت السبب الرئيس وراء التراجع - الى 23.4 في المئة في الربع الثالث لتساهم في نمو الناتج المحلي للمرة الأولى منذ العام 2005، بعد أن تراجعت 23.3 في المئة بين نيسان وحزيران. يذكر أن هذا الارتفاع ساهمت فيه بقوة برامج الحفز الحكومية. وأنعشت هذه النتائج سعر الخام الأميركي، فارتفعت عقوده دولارين ليسجل سعر البرميل 79.46 دولار.