رام الله - رويترز - يصحب الفنان الفلسطيني خالد جرار الجمهور في عمله الفني "الرحلة 110" إلى رحلة حقيقية لاناس يحاولون عبور نفق مظلم تجري فيه مياه الصرف الصحي، ويمتد 110 امتار تحت الجدار الفاصل بين القدس ومحيطها الفلسطيني. وبعد عرض العمل الفني في المركز الثقافي الفرنسي الالماني في رام الله، قال جرار "احتجت الى المكوث في هذا النفق ما يقارب ست ساعات اراقب حركة الناس من رجال واطفال ونساء وهم يحاولون عبور هذا النفق المخصص لمياه الصرف باتجاه مدينة القدس... ولكل منهم قصته." ويقدم جرار للجمهور على مدى 12 دقيقة تسجيلاً لعبور الفلسطينيين هذا النفق وهم يلبسون اكياسا بلاستيكية في ارجلهم، بينما تغوص اقدامهم في المياه الآسنة. ويخيل للمشاهد في البداية انهم يسيرون في جدول ماء، وتسمع اصوات الاقدام وهي تبحث عن موطئ لها وسط المياه. وتمنع اسرائيل الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول الى مدينة القدس التي احاطتها بجدار اسمنتي وجعلت الدخول اليها عبر بوابات محصنة وبموجب تصاريح خاصة من اجل العلاج في مستشفياتها او للوصول الى ممثليات الدول الاجنبية للحصول على تأشيرات سفر. وشكل هذا النفق الممتد تحت الجدار والمخصص لمياه الصرف الصحي منفذا محفوفا بالكثير من المخاطر للفلسطينيين الراغبين في العبور الى المدينة المقدسة لاسباب مختلفة. ويظهر الفيلم صعوبة السير وسط مياه الصرف إضافة إلى مشاعر الخوف الشديد التي تتملك المارين من احتمال رصدهم على الطرف الاخر من النفق. ويتكبد البعض احيانا عناء الرحلة ذهابا وايابا دون ان يحالفهم حظ العبور. ولا يظهر جرار في الفيلم وجوه الناس الا نادرا وقال "لا اريد ان اتسبب في ملاحقة هؤلاء الناس من قبل سلطات الاحتلال كما انني اردت ان اقدم الوضع على طبيعته داخل النفق.. كيف يسير الناس في العتمة يتخبطون وسط هذه المياه العادمة ويحاولون مساعدة بعضهم لعبور مسافة لا تحتاج سوى لدقائق معدودة لكنها تاخذ من البعض نصف ساعة لعبورها." وسبق لجرار ان قدم للجمهور صورا فوتوغرافية عن محاولات عبور هذا النفق من خلال معرضه المصور (عبور). ويستعد جرار للمشاركة بفيلمه الذي يسمع المشاهد فيه مقاطع من حوار بين العابرين في النفق مترجمة الى اللغة الانجليزية في مهرجان افلام الفيديو في مرسيليا بفرنسا في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.