أعرب رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ عن بالغ الحزن والأسى بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، الذي انتقل إلى جوار ربه الليلة الماضية. وشاطر ال الشيخ الأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي الوفي، والأمتين العربية والإسلامية، هذا الخطب الجلل الذي فقدت فيه الأمة والعالم أجمع قائداً وزعيماً تاريخياً، كرس حياته لخدمة دينه ووطنه، وأمته، وقدم المبادرات لخدمة الأمن والسلم الإقليمي والدولي، ولعل أبرزها مبادراته -رحمه الله- للحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات، لإشاعة ثقافة الحوار والتسامح بين الشعوب. وقال رئيس مجلس الشورى: «إن الوطن والشعب السعودي فقد حامل لواء الإصلاح والتحديث لمؤسسات الدولة، فبحكمته وبعد نظره، أصدر الأوامر الملكية والقرارات لتطوير المنظومة الإدارية بما يسهم في التنمية الشاملة بمختلف المجالات، كما عزز بمواقفه السياسية والاقتصادية موقع المملكة العربية السعودية في الساحة العالمية، ودخول المملكة مجموعة العشرين. وأشار الدكتور آل الشيخ إلى الدور المحوري الذي قام به الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعم الصف الخليجي وتعزيز التكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي، وتقريب وجهات النظر لدول المجلس بما يخدم مصالح الدول الأعضاء وشعوبها، ومواجهة التحديات والأخطار التي تواجه المنطقة، فضلاً عن الدور الكبير الذي قام به -رحمه الله- لحل الخلاف بين دولة قطر وجمهورية مصر العربية في إطار جهوده لدعم الصف العربي. وقدم مبايعته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ملكاً للبلاد على شرع الله وعلى السمع والطاعة، كما قدم مبايعته لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد. وأضاف رئيس مجلس الشورى «إن مما يخفف عزاءنا في فقيدنا الراحل أن من سيخلفه في حكم البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- هذا القائد الإداري والسياسي الذي تعلم فنون الإدارة والسياسة من والده المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وعاصر إخوانه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، فاكتسب الخبرة والحكمة وبعد النظر والرؤية الحكيمة للقضايا، وكافة الملفات السياسية والاقتصادية، وهو ما يؤهله -رعاه الله- لمواصلة قيادة هذه البلاد على النهج الذي خطه والده الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مع التحديث والتطوير لجميع مرافق الدولة بما لا يتعارض ومبادئ شريعتنا الغراء، ومع قيم وثوابت المجتمع السعودي. ونوه بسلاسة انتقال الحكم في المملكة، فما ان يختار الله تعالى أحد قادتها إلى جواره، ينتقل الحكم بيسر وسهولة، وهذا مؤشر ودليل على استقرار نظام الحكم في المملكة، ويقطع دابر الشكوك والإشاعات التي يروج لها المغرضون والحاقدون والمتربصون بأمن واستقرار هذه البلاد المباركة. وفي ختام تصريحه رفع الدكتور آل الشيخ خالص العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو ولي ولي العهد، ولأبناء الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأسرة المالكة والشعب السعودي في وفاة فقيد الأمة، سائلاً الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويجزيه عن أمته خير الجزاء، على ما قدمه لدينه وشعبه وأمته الإسلامية. كما سأل الله عز وجل العون والتوفيق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في حمل الأمانة والمسؤولية، وأن يشد عضد سمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وأن يسدد خطاهم لمواصلة مسيرة الخير والنماء لهذه البلاد، وأن يديم عليها وعلى شعبها الأمن والاستقرار.