أعلنت الولاياتالمتحدة أمس، أنها تناقش مع بريطانيا إعداد مبادرة خاصة للتعامل مع جماعة «بوكو حرام» المتطرفة التي صعّدت هجماتها في نيجيريا ودول مجاورة، مرتكبةً مجازر مروّعة أوقعت مئات القتلى وأدت إلى تدمير قرى وآلاف المنازل. ونشرت «منظمة العفو الدولية» و»هيومن رايتس ووتش» المدافعتان عن حقوق الإنسان، صوراً التقطتها أقمار اصطناعية لمدينتَي باغا ودورون باغا المتجاورتين في شمال شرقي نيجيريا، على ضفاف بحيرة تشاد، قبل هجوم تعرّضتا له من «بوكو حرام» في 3 الشهر الجاري، وبعده، أظهرت تدمير أو تضرّر أكثر من 3700 منزل. ونقلت «منظمة العفو الدولية» عن شهود ومسؤولين محليين وناشطين مدافعين عن حقوق الإنسان، قولهم إن الجماعة قتلت مئات من المدنيين في المدينتين اللتين يقطنهما مسلمون ومسيحيون، بعد احتلالها قاعدة للجيش النيجيري في باغا. وكانت المنظمة أشارت الأسبوع الماضي إلى تقارير أفادت بمقتل ألفي شخص، لكن الجيش النيجيري خفّض العدد إلى 150 قتيلاً، بينهم مسلحون من «بوكو حرام»، نافياً مزاعم «مبالغاً فيها». ونقلت المنظمة عن شاهد على الهجوم الذي تعرّضت له باغا، إن الجماعة قتلت أطفالاً وامرأة وهي تلِد. وزاد: «نصف الجنين كان خرج من بطن أمه التي تُوفيت في هذه الوضعية». وأشار مسؤولون محليون إلى إحراق 16 قرية محيطة بباغا وتدميرها تماماً، وفرار 20 ألف شخص على الأقل. وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أنها تقدّم في مدينة ميدوغوري، عاصمة ولاية بورنو والمعقل التاريخي ل»بوكو حرام»، مساعدات لحوالى 5 آلاف ناجٍ من الهجمات، فيما ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن اكثر من 11300 لاجئ نيجيري فرّوا إلى تشاد المجاورة. ونقلت «منظمة العفو الدولية» عن امرأة قولها إن «الجثث كانت منتشرة في كل مكان»، فيما ذكر رجل فرّ من باغا أنه كان «يدوس على الجثث» لمسافة 5 كيلومترات أثناء هروبه. وقال شهود إن المسلحين جمعوا حوالى 300 امرأة، واحتجزوهنّ في مدرسة، لكنهم أطلقوا المسنّات والأمهات والأطفال بعد 4 أيام، محتفظين بالشابات. ولفتت «منظمة العفو الدولية» إلى أن صور الأقمار الاصطناعية أظهرت «دماراً هائلاً»، مرجّحة أن يكون الهجوم على باغا ودورون باغا، الأضخم والأكثر تدميراً الذي شنّته «بوكو حرام» منذ بدأت قتالها عام 2009 لإقامة دولة إسلامية في شمال شرقي نيجيريا، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص ونزوح 1.5 ملايين. واعتبرت أن «القتل المتعمد لمدنيين وتدمير ممتلكاتهم» الذي مارسته الجماعة، هي «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، يجب التحقيق فيها في شكل مناسب». ويتكهّن محللون بأن تصعيد «بوكو حرام» هجماتها هدفه ترهيب السكان ومنعهم من الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والنيابية المرتقبة في نيجيريا الشهر المقبل، من أجل تقويض شرعيتها. وللمرة الأولى منذ نحو سنتين، قام الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، المرشح لولاية أخرى، بزيارة سرية مفاجئة إلى ميدوغوري، يرافقه رئيس الأركان أليكس باده وحوالى 200 جندي. ويتعرّض جوناثان لانتقادات قاسية، بسبب فشله في سحق «بوكو حرام». ووصف كيري قتل الجماعة مئات المدنيين في باغا ودورون باغا بأنه «مجزرة وحشية لأبرياء»، معتبراً الأمر «جريمة ضد الإنسانية». وزاد أن «بوكو حرام» هي «بلا شك أحد التنظيمات الإرهابية الأكثر شراً وتهديداً على الأرض»، مشيراً إلى أنه ناقش مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في صوفيا، إعداد مبادرة جديدة للتعامل مع الجماعة والوضع في نيجيريا. إلى ذلك، أعلنت الدنمارك تقديم مليونَي دولار لمساعدة ضحايا «بوكو حرام» في نيجيريا.