تتوجه 30 فتاة سعودية كل صباح إلى فندق من فئة الخمس نجوم في مدينة الخبر المطلة على الخليج العربي، حيث يعملن في إدارات مختلفة بينها الحجوزات والتسويق. ويأتي عمل الشابات في المجال الفندقي في الخبر بعد سنوات طويلة كان خلالها الرجال يحتكرون العمل في هذا القطاع المنتشر في السعودية. وتقول الشابة لمى عبدالعزيز التي تتولى رئاسة قسم الحجوزات في الفندق ل «الحياة»: «أشعر بالمتعة في عملي الذي توليته منذ أربعة أعوام، على رغم أن كثيرين يستغربون أن تعمل فتاة مثلي في هذه الوظيفة». وتضيف: « لدينا 30 موظفة سعودية جديدة يعملن في أقسام عدة من بينها التسويق، وأعمل على تدريبهن خلال الفترة الحالية». وتوضح لمى آلية العمل والتنسيق بين الأقسام النسائية كافة في الفندق بقولها: «على رغم حداثة التجربة، إلا أننا نعمل في المجال الفندقي وكأننا ذوات خبرة كبيرة، مضى عليها أعوام، نبدأ العمل وكأننا خلية نحل، نجتهد ونكد لنثبت كفاءتنا وقدرتنا على النجاح في هذا المجال». ولاحظت لمى «أن المملكة بدأت تهتم بالسياحة منذ أعوام وأنشأت هيئة عليا للسياحة، وفتحت كليات في الجامعات لتدريس هذا الاختصاص في شكل مستقل عن بقية الفروع، كما أرسلت طلاباً إلى دول غربية للتخصص في هذا المجال». وتروي لمى تجربتها بجانبيها السلبي والايجابي بتأكيد أنها لا تشعر بأن عملها الجديد خروج على تقاليد المجتمع. لكن لمى لم تنف «أن كثيرين ينظرون إلى العمل بالفنادق بدونية». وتقول: «عشت تجارب أثبتت هذا الأمر، فلا تزال شريحة واسعة من المجتمع تنظر بسلبية إلى الفتيات اللواتي يعملن في المجال الفندقي نظراً الى دوام العمل ومتطلباته». وأضافت: «حتى إن كثيراً من الشبان يرفضون الزواج بفتاة تعمل في فندق». وشرحت لمى طبيعة عملها في قسم الحجوزات في الفندق بقولها انه «يقتصر على تلقي اتصالات العملاء وتلبية رغباتهم بحجز الغرف الشاغرة، إضافة إلى ادوار أخرى منها التنسيق مع فروع الفندق خارج السعودية، لتقديم أفضل الخدمات للعملاء والنزلاء». وفي فندق آخر في مدينة الخبر، تعمل منيرة مسعد منذ ثلاثة أعوام، وتقول: «عملت في البداية في قسم العلاقات العامة، ألا أنني انتقلت أخيراً إلى قسم التسويق». وتضيف مسعد: «أظن أنني كونت تجربة ثرية في العمل الفندقي. وكانت بدأت فكرة العمل في هذا المجال لدي حينما كنت في زيارة دولة عربية مع عائلتي، فكنت أراقب مشهد الموظفات اللواتي يستقبلن الضيوف ببرتوكول دقيق، أسوة بزملائهن الرجال، فأعجبني الأمر، وقررت أنه فور عودتي إلى السعودية يجب أن ابحث عن وظيفة في هذا القطاع». وتتابع: «عند البحث عن وظيفة لاحظت أن هناك فرصاً متاحة كثيرة، إلا أنه لا يتم الإعلان عنها في وسائل الإعلام، ربما تماشياً مع تقاليد المجتمع وضوابطه. لذا عندما تقدمت إلى وظيفة في أحد الفنادق الكبرى، لم يستغرق الحصول عليها سوى أيام قليلة». ولم تنكر أنها تواجه بعض المضايقات أحياناً والمعاكسات: «اضطر إلى الجلوس مع العملاء في اللوبي أحياناً للتأكد من تفصيل أو تسويق بطاقة وتقديم عروض فندقية وخدمات مصاحبة كالشاليات والمنتجعات وغيرها، وعادة لا أواجه مشكلات إلا مع قلة قليلة من العملاء الذين لا يتورعون عن معاكستنا». ويقول مدير قسم شؤون الموظفين في أحد الفنادق الكبرى في الخبر إبراهيم الدريعي، ل «الحياة»: «إن نسبة المتقدمات للعمل من السعوديات للعمل في مجال الفنادق، ترتفع سنوياً بنسبة 20 في المئة». وعزا هذا الأمر إلى «تنوع الوظائف في المجال الفندقي التي تتاح للفتيات وتراعي خصوصيتهن».