إسلام آباد، طهران، واشنطن، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي - تعهد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري خلال استقباله وزير الداخلية الإيراني مصطفى محمد نجار في اسلام آباد امس، تقديم «المساعدة الممكنة» لملاحقة المسؤولين عن التفجير الانتحاري الذي نفذته جماعة «جند الله» الأسبوع الماضي واستهدف «الحرس الثوري» في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرقي إيران المحاذية لباكستان، فيما أعلن نجار ان البلدين سيوقعان قريباً «اتفاقاً أمنياً شاملاً».ونقلت وكالة الأنباء الباكستانية «أي بي بي» عن زرداري قوله لنجّار انه «يجب عدم السماح لمثل هذه الأحداث بأن تترك أثراً على علاقات الصداقة بين البلدين»، مضيفاًَ ان «المنطقة بكاملها تواجه خطر المجموعات المسلّحة»، كما حضّ على «وضع استراتيجية مشتركة والتعاون من أجل دحر الإرهاب». وتعهد زرداري الذي وصف التفجير الانتحاري بأنه «جريمة ضد الإنسانية»، أن تقدم باكستان «المساعدة الممكنة لملاحقة المسؤولين عنه ومعاقبتهم»، مشدداً على ضرورة إجراء «مزيد من التعاون والتنسيق بين أجهزة الاستخبارات الإيرانيةوالباكستانية، لمواجهة العناصر الذين يستهدفون تخريب العلاقات بين البلدين»، والتي أكّد انه «يثمّنها جداً». وتتهم طهران الاستخبارات الباكستانية بدعم «جند الله»، وتطالب اسلام آباد بتسليمها زعيم الجماعة عبدالملك ريغي. لكن باكستان تؤكِّد انه في افغانستان. وكان نجار اعلن ان البلدين سيوقعان قريباً «اتفاقاً أمنياً شاملاً»، يشمل «الأمن الحدودي وتهريب المخدرات والبشر والأسلحة وتبادل المعلومات الأمنية». واكد ان «العلاقات بين إيرانوباكستان متينة وتاريخية»، مشيراً الى ان اسلام آباد تعهدت «التعاون الأمني والمعلوماتي الشامل، والذي نأمل بأن يحقق نتائج طيبة». وأضاف انه شدد خلال لقائه نظيره الباكستاني رحمن مالك ورئيس وكالة الاستخبارات والأمن في الجيش الباكستاني الجنرال احمد شجاع باشا ورئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، على ان «ايرانوباكستان بلدان صديقان وشقيقان، وأن إيران تتوقع من حكومة اسلام اباد الا تسمح للأشرار والإرهابيين، خصوصاً زمرة ريغي، بالتسلل عبر الحدود المشتركة للبلدين التي كانت دوماً حدود سلام وصداقة». وتابع ان «حدود إيران هي الأكثر أمناً لباكستان حالياً، لذلك تتوقع الحكومة والشعب الإيرانيين ان تكون حدود باكستان آمنة بالنسبة الى إيران أيضاً». وأكَّد ان «العصر الذهبي من التعاون الاستراتيجي بين إيرانوباكستان، سيبدأ مع اجتثاث الإرهاب». وحرصت باكستان التي تركِّز معظم اهتمامها على حدودها مع الهند وافغانستان، على تهدئة التوتر مع إيران، اذ لا يمكنها المجازفة باندلاع توترات اضافية عند حدودها مع إيران. واعتبر الصحافي منصور اكبر كندي في جريدة «ذي داون» الباكستانية أنه «اذا قررت ايران دعم المتمردين البلوش في باكستان لأنها تظن ان أجهزة الاستخبارات الباكستانية متورطة في الاعتداء، سيؤدي ذلك الى زعزعة الاستقرار في باكستان في شكل كبير». وأضاف: «لدينا اصلاً مشاكل مع الهند وأفغانستان، وليس من مصلحتنا إثارة القلاقل مع إيران التي تصرفت حتى الآن مثل صديق وفي». الملف النووي الإيراني على صعيد آخر، أكَّد الرؤساء الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي والروسي ديمتري ميدفيديف، خلال اتصالات هاتفية السبت الماضي، «دعمهم الكامل» لمشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، والذي أرجأت طهران الرد عليه حتى الاسبوع الحالي. وأعلن البيت الابيض ان اوباما «شكر ساركوزي على التعاون الوثيق الذي ابداه طيلة المشاورات التي جرت في فيينا، توصلاً الى اتفاق حول الطلب الايراني بالحصول على الوقود الخاص بتغذية مفاعل بحوث نووي في طهران». وأضاف ان «اوباما وساركوزي أكَّدا دعمهما الكامل لاقتراح الوكالة الذرية، وتطرقا الى اهمية موافقة كل الاطراف على الاقتراح كي يبدأ تطبيقه في اسرع وقت ممكن». وتابع ان «المسؤولين عبرا عن وحدة الموقف الاميركي - الفرنسي من المسألة الإيرانية، وهما متوافقان على مواصلة هذه المشاورات الوثيقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة». وكان قصر الاليزيه أعلن ان وجهات النظر بين الرئيسين الاميركي والفرنسي «كانت متطابقة تماماً حول الملف النووي الإيراني». وأعلن الكرملين ان ميدفيديف واوباما «اكدا دعمهما التام» لاقتراح الوكالة الذرية، موضحاً انهما «ناقشا اهمية قبول كل الأطراف الاتفاق، كي يبدأ تطبيقه في أسرع وقت ممكن». وكان رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني اتهم الغرب ب «خداع» بلده، عبر مشروع التخصيب في الخارج. وقال: «يريد الغرب ان يأخذنا في الاتجاه الذي يريده، ليخدعنا ويفرض علينا شروطه»، مؤكداً انه بموجب قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الدول الغربية ان تزود ايران الوقود لمفاعلها للأبحاث في طهران من دون مقابل.