كشف استشاري الطب الباطني والروماتيزم وعضو هيئة تدريس كلية الطب في جامعة الملك سعود الدكتور صالح الصقير نتائج مثيرة و«صادمة» خلصت إليها دراسة ميدانية لتحليل استجابة الأطباء الاختصاصيين والاستشاريين وأساتذة الجامعات وطلاب الطب للقاح أنفلونزا الخنازير الذي يثور جدل كبير حول مدى فاعليته وخلوه من المؤثرات الجانبية. وأوضح الدكتور الصقير أن الدراسة شملت ثلاثة استطلاعات للرأي مركزة على اختصاصيي الطب الباطني بفروعه بما فيها الأمراض المعدية. وطب الأطفال بفروعه وطب العائلة والوبائيات، وخلصت إلى أن 80 في المئة من العينة التي استهدفتها ترفض تناول اللقاح، وإعطاءه لأبنائها، في حين وافقت نسبة 20 في المئة على تناول اللقاح و17 في المئة منهم على إعطائه أبناءها. وقال إنها كشفت عن وجود نحو 48 في المئة سينصحون غيرهم بعدم تناول اللقاح، من ضمن عينة عشوائية استطلعت آراء 60 أستاذاً وأطباء استشاريين تم اختيارهم عشوائياً من مستشفيات عدة في السعودية، بينها مستشفيات التخصصي والعسكري والأمن العام والحرس الوطني. إضافة إلى كليات الطب. وأشار الصقير إلى مشاركة أستاذ طب العائلة والمجتمع في جامعة الملك سعود في الرياض الدكتور جمال الجار الله وأستاذ في الإحصاء الطبي والوبائيات في الدراسة، لافتاً إلى أنها تضمنت ثلاثة أسئلة هي: هل ستأخذ اللقاح الموجود؟، هل ستسمح لأبنائك بأخذ اللقاح؟، هل ستقنع الآخرين برأيك؟. وشدد الصقير على أنها ستكون كارثة صحية مفجعة فيما لو تبين بعد تطعيم بضعة ملايين من السكان أن اللقاح كان «أخطر مما توقعنا، أو أن أخطار اللقاح على رغم تدنيها كانت أكبر من آثار المرض الخفيف، إضافة إلى المضاعفات التي لم نحسب لها حساباً: مثل تدني نسبة فاعلية اللقاح في منع المرض». وأضاف: «نحن نعلم يقيناً أن الموتى بسبب التدخين في السعودية تحديداً يقاسون بعشرات الآلاف، ولا يحتاج الأمر إلى حملات توعية، ولا كلفة تطعيم، وإنما يحتاج إلى قرارات تتجاوز ضغوط وشركات ترويج التبغ. كما أن رعاية الأمومة والطفولة والرعاية الصحية الأولية متدنية تماماً، على رغم التصريحات في الصحف». ولفت الصقير إلى وجود استفتاء آخر يدعم الاستفتاء الذي أجراه وزملاؤه، وشمل استشاريين في الصيدلة الإكلينيكية، وطبيبيْ أسنان واختصاصيين صحيين، وجميعهم قرروا رفض تلقي التطعيم لهم ولأولادهم. «وهم لم يدخلوا ضمن الأرقام السابقة»، إضافة إلى استطلاع ثالث أداره أحد الأساتذة في كلية الطب في جامعة الملك سعود، واستهدف 226 طالباً في السنوات النهائية في الكلية، وقال 88 في المئة منهم إنهم لن يتناولوا اللقاح فيما وافق على تناوله 12 في المئة فقط.