المراهقة تتسم بأنها مرحلة ينتقل فيها الشخص من الطفولة المتأخرة إلى مرحلة النضج، ويصاحبها الكثير من التغيرات الجسمية والفكرية، وهي الفترة العمرية من 13-21 سنة تقريباً، ويتسم المراهق خلالها بأنه ذو مشاعر قوية وصادقة وفي الوقت ذاته هشة، فالمراهق قد يشعر بالحقد الشديد على مجتمعه لأنه لا يفهمه، وقد يشعر بالغضب الشديد من تبعية الطفل التي يحاول فرضها بعض الآباء، وقد يشعر بالحب المرضي تجاه شخص ما. بصراحة أنا عايشت الكثير ممن يعانون من عدم وجود من يفهمهم ويرشدهم، خصوصاً في مواضيع الحب والإعجاب بين أفراد الجنس الواحد، أو الحب بين الجنسين، وبغض النظر عن حكمه الشرعي والمعروف لدى الجميع، فقد حاولت أن أستشف الأسباب التي دعت لنشوء العلاقات، غير السبب الرئيس وهو المراهقة، ففي المجمل يعاني هؤلاء من الجفاف العاطفي من الوالدين، وأوقات الفراغ الكثيرة، ولاحظت انخفاض مستوى الثقافة لديهم، وأنا هنا أتكلم عن الحب المرضي لا على من يدعي التحرر، فقد يكون لديهم من الثقافة الشيء الكثير، وفئة الحب المرضي يستغلون هذه العلاقات للحصول على التقدير والاحترام والشعور بالأمن. لقد لاحظت أيضاً أن مشكلات العلاقات لا تقتصر على فئة معينة من المجتمع، خصوصاً مع وسائل الاتصال الحديثة ومع ما يسمى بالويب 2 والشبكات الاجتماعية، فوجدت الأغنياء والفقراء يتشاركون فيها، وأيضاً لاحظت ضعف الوازع الديني وقلة العلم الشرعي عند كثير من المراهقين، وحتى عندما يشعر المراهق بأنه على خطأ لا يبادر بالتغيير خوفاً من أن الوضع الجديد سيكون أكثر ألماً، أو يسلبه المتعة التي يشعر بها، ولكني لاحظت أن الكثير قد خطا خطوات كبيرة للأمام عندما اقتنع بأن التغيير أفضل وزال عنه ذلك الخوف الذي يشلّ حركته، وعلاج هذه المشكلة من أطراف عدة لأن أسبابها كثيرة، فالطرف الأول، هو الشخص ذاته، فعليه أولاً التوبة وطلب الهداية من الله عز وجل، ثانياً، أن يراجع نفسه ويسألها إلى أين ستستمر هذه العلاقة؟ فلو كانت بين جنسين ففي الغالب سيدعي «أو ستدعي» أن نهايتها الزواج، ولكنّ الواقع يحكي خلاف ذلك، فالزيجات التي بنيت على علاقات سابقة قبل الزواج كان مصيرها الفشل، والطرف الثاني، هم الوالدان، فعليهما أن يتفهما حقيقة المراهقة، وأن يتثقفا في كيفية معاملة المراهقين، وأن يفتحا لهم صدورهما ويقيما جسور التواصل بينهم، والطرف الثالث، هو المجتمع، فعلى المجتمع تيسير الحلال والحث عليه بعدم المبالغة في المهور والبذخ في الحفلات، وأخيراً من الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه العلاقات هو عدم اعترافنا بوجودها او تجاهل وجودها، فأول خطوة من حل المشكلة هو الشعور بالمشكلة. وجهة نظر: التغيير لا يبدأ إلا بعد التفكير، فعلى كل شخص يطمح إلى المعالي أن يخصص لنفسه وقتاً يومياً يتفكر فيه في نفسه وفي نقاط قوته وضعفه ويعمل على تحسينها.