قدر متخصصون في قطاع الفنادق نسب الإشغال في فنادق مكةالمكرمة في موسم العمرة الحالي بما يراوح بين 70 في المئة و80 في المئة داخل المنطقة المركزية، في حين تنخفض هذه النسب في الفنادق التي تبعد عن الحرم لتراوح ما بين 5 و10 في المئة بحسب بعدها عن المنطقة المركزية. ولفتوا في حديثهم ل«الحياة» إلى تراجع أسعار إيجارات الوحدات السكنية بنسبة 30 في المئة، بسبب ارتفاع عددها عن العام الماضي بنسبة 40 في المئة. وقال عضو اللجنة الوطنية للسياحة في مجلس الغرف السعودية المتخصص في مجال الفنادق بمكةالمكرمة خليل بهادر ل«الحياة»: «بلغت نسب الإشغال في فنادق مكةالمكرمة داخل المنطقة المركزية 80 في المئة»، مشيراً إلى أن نسب الإشغال تقل بشكل كبير في الفنادق التي لا تقع في المنطقة المركزية، إذ لا تتجاوز 10 في المئة. وعزا بهادر سبب انخفاض نسب الإشغال في فنادق مكةالمكرمة، خصوصاً التي لا تبعد عن المنطقة المركزية إلى تراجع أعداد المعتمرين عما كانت عليه قبل ثلاثة أعوام، إضافة إلى ارتفاع أعداد الوحدات السكنية. وزاد: «الوحدات السكنية المخصصة لإيواء الحجاج والمعتمرين ارتفعت في مكةالمكرمة بحوالى 40 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وهذا الارتفاع أسهم في خفض أسعار إيجارها بأكثر من 30 في المئة». وأشار إلى أنه خلال موسم العمرة في شهر رمضان الماضي وصل إيجار الغرفة في فنادق مكةالمكرمة إلى 100 ريال لليوم الواحد، في الفنادق التي تبعد عن الحرم الشريف نحو 2 كيلو متر، موضحاً أن المعتمرين من الداخل لا يشكلون 5 في المئة من إجمالي المعتمرين في موسم إجازة منتصف العام الدراسي، التي تعد موسماً للعمرة في عدد من الدول. وطالب وزارة الحج برفع أعداد المعتمرين في موسم العمرة ما يسهم في تقليص معدلات الخسائر، وقال: «أصحاب الفنادق يتكبدون خسائر وصلت إلى 50 في المئة كل على مستواه، وتقدر ببلايين الريالات، لاسيما وأن البعض يعاني من الكساد». واقترح فتح المجال أمام الفنادق للزبائن من خارج المملكة بعيداً عن تقيدها بشركات العمرة، وقال: «من أسباب تكبد أصحاب الفنادق لخسائر في مواسم العمرة هو عدم قدرتهم على التعامل خارجياً، إذ إن إسكان المعتمرين يكون عبر شركات العمرة، وهذا أسهم في عدم إشغال عدد كبير من الفنادق وتمركز الإيواء في مناطق وفنادق معينة». من جانبه، أشار رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة سابقاً وليد أبوسبعة، إلى أن نسب الإشغال في فنادق مكةالمكرمة في موسم العمرة الحالي وصلت إلى 70 في المئة داخل المنطقة المركزية. وأضاف في حديثه ل«الحياة»: «نسب الإشغال في الفنادق تقل في الفنادق التي تقع خارج المنطقة المركزية، وتقدر بما يراوح بين 5 و10 في المئة وذلك بحسب موقعها وقربها من الحرم»، منوهاً بأن «موسم العمرة الحالي ارتفعت فيه أعداد المعتمرين قياساً بالأعوام الثلاثة الماضية». وأكد أن هنالك تطوراً كبيراً في القطاع الفندقي، خصوصاً في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، التي تشهد زيادة في أعداد الوحدات الفندقية. وتابع: «الزيادة في أعداد الوحدات الفندقية خصوصاً في المدينةالمنورةومكةالمكرمة لها إيجابيات من حيث ارتفاع معدلات المنافسة بين أصحاب الفنادق، للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمعتمرين». من ناحيته، لفت عضو مجلس منطقة مكةالمكرمة للتطوير السياحي المتخصص في مجال الفنادق في مكة فهد الوذيناني في حديثه ل«الحياة»، إلى أن المشاعر المقدسة تشهد تطوراً كبيراً من خلال المشاريع التي تقام داخل مكةوالمدينة، وقال: «في مكةالمكرمة وحدها هنالك العديد من المشاريع الفندقية التي تقام في الوقت الحالي، وفي حال انتهائها خلال الأعوام الأربعة المقبلة فإن عدد الغرف الفندقية سيرتفع إلى نحو 250 ألفاً». ونوه بأن «ارتفاع عدد الوحدات الفندقية يسهم في تقديم وحدات فخمة وعلى مستوى عال، من الجودة وبأسعار منخفضة مقارنة بمثيلاتها في فنادق الخمس نجوم في مختلف الدول». وحول انخفاض أسعار الوحدات الفندقية حالياً، أوضح الوذيناني أن الوحدات الفندقية داخل مكةالمكرمة تشهد انخفاضاً في أسعارها بسبب كثر المعروض منها، «إذ وصل مقدار الانخفاض إلى 50 في المئة مقارنة بالموسم السابق». وتابع: «سماسرة الوحدات الفندقية أسهموا في انخفاض الأسعار»، مطالباً بتدخل الهيئة العامة للسياحة والآثار «للحد من سماسرة الفنادق داخل مكةالمكرمة، الذين يحجزون عدداً من الفنادق بالكامل لإيجارها على المعتمرين».