هذا المساء يقف الاتحاد موقف الموسم الثاني وبينه وبين البطولة التي تعود عليها مسافة قصيرة جداً، هو يلعب بفرصتين، الفوز أو التعادل والترشيحات كلها تصب في مصلحته من النواحي الفنية، لكن مثل هذه المباريات لا تحسم فنياً ولاعلاقة للمدرب بسير المباراة إلا من خلال تغييرين أو ثلاثة وهي مدة صلاحيته في المباراة، أما الباقي فهو عند اللاعبين وبأقدامهم ستحدد نتيجة المباراة، دعونا من الأمور الفنية وإن كانت موجودة ومعترف بها، لكنها ليست في ملاعبنا على أقل تقدير، ونجزم هنا أن دور الإداريين هو أكثر فعالية من اختراعات مدرب قد يعجز عن فك طلاسم المباراة إذا ساءت لديه. لن نتحدث عن الطريقة التي يمكن أن يفوز بها الاتحاد أو تلك التي ترفع من شأن الهلال، لأنها بكل صراحة أشبعت نقداً وعرضاً وتحليلاً، مع التحفظ على التناقضات بين رأي وآخر، أي أن المسألة فيها الكثير من الآراء، وحتى بعد نهاية المباراة نرى هذا التناقض في كيفية فوز فريق على آخر، فالإداري الناجح هو من يلعب لعبته في هذه المباراة تحديداً، واللاعب النجم المفيد هو من يظهر في مثل هذه المباريات ويبرهن عن نجوميته كلاعب حسم ومقدرة على المواجهة، الإداريون بيدهم السحر الذي يجعل من اللاعبين في قمة الجاهزية والفوران الموقت، أليس مهر البطولة (ملايين) ستوزع هذا المساء على الفريق الفائز؟ هذا هو التحدي، من يدفع أكثر...؟، حتى المناورات الإعلامية قبل المباراة لم تعد مفيدة، بدليل أن مروجيها اختفوا مع تصريحاتهم المضحكة، اليوم الكرة احترافية من يملك المال يملك الفريق الذي يجلب البطولات، لم يعد للولاء والعشق والانتماء دور في الفوز والخسارة، ويكذب من يحاول إيهامنا بالزعيق والعويل على شعار النادي، الأندية اليابانية والكورية تتزعم آسيا، تحركت الملايين وتحركت النتائج، هذا هو واقع الحال قبل ختام أهم مباريات الموسم. أعود لمباراة هذا المساء التي قد يُحدد بطلها مع هدف (استروبيا) كما حدث في الموسم الماضي والذي قبله، ونتيجة المباراة هذا المساء لن تعكس حال الفريقين أبداً، وعلى اعتبار أنه كان أفضل مما كان. آخر مكاشفة - الخطورة البالغة على المرمى الاتحادي ستكون من سول الكوري الذي لا يقنع الهلاليين حتى الآن، ومتى تخلص الدفاع الاتحادي منه سيكون بمقدورهم الاطمئنان إلى حد ما. - بالقياس الفني على الورق فقط، فإن نتيجة المباراة ربما آلت إلى التعادل، لكن ربما يلعب الحظ مع أحد الفريقين، إنها مباراة سيخرج البطل منه محظوظاً على كل حال. - كم هو محظوظاً الفريق الفائز بالبطولة هذا المساء، والحظ لا يأتي جزافاً إنه يأتي مع العمل والسهر والتخطيط، فمن سيتقدم ومن سيثبت في مكانه...؟