أجبر التوقيت الصباحي لبطولة كأس آسيا، موظفين على متابعة مباريات البطولة عبر الاستفادة من خدمات القرصنة، التي اخترقت حصرية القنوات الناقلة، فتحول المشاهد من التنقل بين الفضائيات إلى البحث عن المباريات المنقولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذي وفر بعض مستخدميها روابط مباشرة لنقل المباريات الحية. مسؤول عن المبيعات في إحدى شركات الاتصالات المحلية (فضل عدم ذكر اسمه)، أكد أن «الإقبال على شرائح البيانات زاد في شكل ملحوظ تزامناً مع بطولة آسيا، إذ إن الإنترنت أصبح ضرورة لمشاهدة المباريات، وخصوصاً مع اكتظاظ «تويتر» بروابط إلكترونية تقدم خدمة المشاهدة مجاناً»، وزاد: «في حال رغبة المشاهد في مشاهدة ذات جودة عالية، سيضطر إلى الاستعانة بشريحة بيانات خارجية كي لا يتأثر اشتراك الإنترنت في هاتفه، وهو ما دفع البائعين في السوق السوداء إلى إغراق وسائل التواصل الاجتماعية بعروض كثيرة على شرائح الشحن». تهديدات القناة (الناقل الحصري للبطولة) لم تشغل بال أصحاب المواقع الإلكترونية التي انتهكت الحقوق، وخصوصاً أن ذلك الانتهاك يضر بالخطط التسويقية للقناة التي تستثمر بطولة مثل هذه لترويج حضورها، ولاسيما أنها دفعت مهراً باهظاً للفوز بحق نقل البطولة. وكانت «بي إن سبورت» شنت حملات مكثفة سابقاً، حذرت فيها أصحاب المقاهي والفنادق من استعمال أية وسيلة أخرى غير البطاقة التجارية المرخصة للمحلات العمومية، معتبرة في بيان سابق لها أن «الأمر يعد قرصنة وتعدياً على حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ويعاقب عليه القانون». ويعد توفر خدمة المشاهدة المباشرة من خلال روابط إلكترونية على الأجهزة الذكية، مشهداً متكرراً في كل بطولة، إلا أن التوقيت الصباحي للبطولة جعلها هدفاً واضحاً لأنصار المشاهدة الإلكترونية، وهو ما يؤكده حسن الحاج: «كثير من الموظفين وجدوا في هذه الخدمة حلاً، وإن تضمنت الاحتيال على القناة الناقلة، فتلك كانت بالنسبة إليهم الطريقة الوحيدة للبقاء على اتصال بالبطولة ومتابعة أحداثها، وبمرور على أحد موظفي القطاع الخاص والحكومي ستجد أن الجوالات الذكية تحولت إلى شاشات لنقل المباريات»، ويضيف: «شخصياً لا أستطيع أن أنقل جهاز الاستقبال للقناة إلى مكتبي ولا أملك تلفازاً فيه، إلا أنني استغنيت عن كل هذا بشاشة جوالي»، وعن مدى علمه بانتهاكه حقوق ملكية القناة يقول: «هذه بطولة للجميع، الفقراء والأغنياء ومتوسطي الحال، ومن الخطأ الذي تقترفه «فيفا» حصر البطولة في ناقل واحد بحثاً عن تحقيق الربح التجاري على أكتاف المشاهدين»، وأوضح الحاج: «لم تعد بطولات كرة القدم بالروح نفسها، فقد أصبحت نخبوية لا يملك الفقراء الحق في متابعتها، حتى أصبحت مجبراً على الدفع لمشاهدة المباراة، وهذا ما دفع أصحاب المواقع إلى توفيرها مجاناً وكسر حاجز الاحتكار، فمن حقنا المشاهدة من دون أن ندفع»، مضيفاً «هناك عشرات من المواقع المتجددة يومياً تنقل كأس آسيا بمجرد الضغط على الرابط، وعدد المشاهدين يظهر أهمية هذه الخدمة وتأثيرها». من جهته قال عبداللطيف الجعفر، وهو متابع لمباريات البطولة من الجوال: «إن فتاوى أخرجها مشايخ تشير إلى تحريم مشاهدة المباريات المقرصنة، لأنه يعد من السرقة وانتهاك الحقوق، ولا أدري هل هي فعلاً فتوى أم أنها مزحة نشرها أحد المغردين، وأنا أرى أن هذا العدد الهائل من المشاهدين لقنوات الناقل الحصري يعد مكسباً كبيراً لهم، حتى وإن كانت المشاهدات تأتي من طريق رابط إلكتروني، فالمهم نسبة المشاهدة دون النظر إلى آليتها»، ويوضح: «هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها القنوات الناقلة حصرياً للقرصنة، فالناقل الحصري لكأس العالم الأخيرة في البرازيل تعرض للمشكلة ذاتها، إضافة إلى التشويش على تردداته، بحسب ما قرأنا في الصحف، وحالياً أعتقد أن الثورة المعلوماتية الكبيرة ألغت فكرة الاحتكار، وعلى القنوات الفضائية أن تعيد حساباتها من جديد وتجد طرقاً أخرى لمواكبة هذا التطور، بغية كسب ود المشاهدين، الذين يبحثون دائماً عن مخارج لهذا التضييق».